لقي جندي اسرائيلي أمس على الأقل مصرعه فيما أصيب آخرون باصابات متفاوتة الخطورة في هجوم فدائي جريء نفذته المقاومة الفلسطينية مساء أمس عند مفترق رئيسي بالقرب من مستوطنة اسرائيلية في قطاع غزة بينما واصل جيش الاحتلال الصهيوني اعتداءاته مخلفا مزيدا من الشهداء والجرحى الفلسطينيين.. في الأثناء أطلق مسؤول صهيوني أمس دعوة «مجنونة» طالب فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون بتوجيه ضربات قاصمة الى الفلسطينيين وبحرق قطاع غزة ردا على صواريخ المقاومة الفلسطينية... وقالت مصادر اسرائيلية ان فدائيا فلسطينيا فجر نفسه عند مفترق «غوش قطيف» بالقرب من مستوطنات يهودية في قطاع غزة مساء أمس فأوقع العديد من الخسائر البشرية... هجوم... جريء.. وأكد الجيش الإسرائيلي وشهود عيان أن الهجوم جدّ بعد دقائق من وصول الرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس الى غزة لمطالبة فصائل المقاومة بالالتزام ب»التهدئة». وقال المتحدث باسم المستوطنين «يبدو أن فدائيا فجر نفسه بينما كان الجنود الإسرائيليون يفحصون عربة» مضيفا «ان هناك نحو 6 اصابات معظمها خطيرة». وأعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أن جنود أصيبوا اصابات خطيرة وأن حالتهم «ميؤوس منها» فيما أصيب آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، ولكن مصادر اعلامية أكدت مصرع جندي على الاقل واصابة آخرين اصابات متفاوتة الخطورة وقد تبنى الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» في وقت لاحق العملية... وقبل هذا الهجوم الجرىء أطلق مقاومون فلسطينيون أمس مزيدا من الصواريخ على مستوطنات يهودية في قطاع غزة... وقالت مصادر اسرائيلية ان أكثر من عشر قذائف سقطت على مستوطنات اسرائيلية لكنها لم تتسبب في خسائر بشرية. وأعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية صباح أمس عن تفجير عبوة ناسفة في موقع عسكري في معبر «صوفا» بجنوب القطاع. وقد شنّ جيش الاحتلال الصهيوني في غضون ذلك حملة مداهمات واعتقالات جديدة سقط على اثرها مزيدا من الشهداء والجرحى الفلسطينيين. وذكرت مصادر فلسطينية أن مواطنا فلسطينيا استشهد أمس بنيران قوات الاحتلال الاسرائيلي شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة. وحسب هذه المصادر فإن فلسطينيا آخر لم تحدّد هويته استشهد الليلة قبل الماضية برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي بخان يونس. وأصيب فتى فلسطيني برصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي امس في محيط مستوطنة «كفارداروم»شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وشملت الاعتداءات الصهيونية ايضا الضفة الغربية حيث شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي حملة مداهمات واعتقالات واسعة. دعوة... مجنونة وبالتوازي مع ذلك أطلق مسؤولون ووزراء اسرائليون دعوات جديدة طالبوا فيها رئيس الوزراء الصهيوني آرييل شارون بشن عمليات عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة. وذهب مسؤول صهيوني الى ما أبعد من ذلك مطالبا شارون بحرق غزة أصلا ردّا على صواريخ المقاومة الفلسطينية. ووجه رئيس بلدية مستوطنة «سديروت» في هذا الصدد «لوما» شديدات الى الحكومة الاسرائيلية «بسبب تهاونها في الرد بقوّة على هذه الصواريخ التي تستهدف مستوطنة سديروت». وقال المسؤول الصهيوني ذاته في تصريحات ادلى بها لصحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية ان اسرائيل تخسر مواطنيها.. واذا كانت تشهّر بحياتهم وعلى استعداد لتقديم الضحايا فلا يليق بها ان تحمل اسم دولة... وانا لا اريد ان اعيش في دولة كهذه. واضاف انه يفكر جديا في الهجرة من اسرائيل لان الوضع بات صعبا ولا يمكن ان اتحمل اكثر مما تحملته. وقال وزير الرزاعة الاسرائيلية المتطرف يسرائيل كاتس من جهته انه يفضل توجيه ضربات قوية الى الفلسطينيين ردّا على قصف مستوطنة سديروت بالصواريخ مطالبا بتهجير الفلسطينيين من غزة الى سيناء. وفي الاطار ذاته اعلن مئات المستوطنين امس حالة «هيجان» مطالبين بتدمير «بيت حانون» في قطاع غرة التي تطلق منها غالبية صواريخ القسام التي تستهدف مستوطنة «سديروت» ورفع المتظاهرون مجسمات ورقية لصواريخ «القسّام» وقالوا انهم سيعيدونها الى بيت حانوت وقالوا انهم لن يوافقوا على التحوّل الى «رهائن» لصواريخ القسّام.. واعلنت جماعة تطلق على نفسها «مقر الدرع الواقي» الاسرائيلية في هذا الصدد انها جمعت تواقيع عشرة آلاف جندي في الخدمة والاحتياط قالت انهم سيرفضون الاوامر بالانسحاب من قطاع غزة.