القدس المحتلةرام اللهغزة (وكالات) : وصفت الحكومة الاسرائيلية دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى وقف عمليات المقاومة بأنها «خطوة صغيرة» وقالت انها ستمنحه «مهلة محددة» ليبدأ تحركه ضد ما أسمتها ب»المجموعات الارهابية». وعشية اجتماع عباس بنشطاء المقاومة في غزة أكدت فصائل المقاومة تمسكها بخيار المقاومة والحوار مع السلطة الفلسطينية لترتيب البيت الفلسطيني. وقال المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية رعنان غيسين إن أوامر عباس بوقف الهجمات على اسرائيل ليست سوى «خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح» مضيفا انه «يتعين ان نراقب ما سيجري على الارض». مهلة وقال مسؤول كبير في رئاسة الحكومة الاسرائيلية من جانبه امس ان اسرائيل قررت منح عباس «مهلة» محددة «ليبدأ تحركا ضد «المجموعات الارهابية» حسب وصفه. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته قائلا «نمنح أبا مازن مهلة محددة ليقرر مكافحة الارهاب، واذا لم يفعل ذلك سينغير قواعد اللعبة كلها الى درجة تجعل الفلسطينيين يدفعون ثمنا باهظا» في اشارة الى عملية عسكرية واسعة النطاق قد يشنها جيش الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة. وتابع المسؤول الصهيوني قوله «بصفته (عباس) رئيسا منتخبا عليه ان يختار بين البقاء رهينة في يد الارهابيين وعدم التحرك وبين التحرك ضدهم» على حد تعبيره. وحسب المسؤول الصهيوني فإن حكومة شارون ستكون مستعدة لتنسيق الانسحاب من قطاع غزة مع السلطة الفلسطينية اذا تحركت ضد نشطاء المقاومة. وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمر أمس الاول أجهزة الامن الفلسطينية بمنع اية عمليات ضد اسرائيل. وأكد عباس ضرورة التزام كافة الفصائل الفلسطينية بالخطة الامنية التي أعلنها أمس الاول معتبرا ان «من يتجاوز ذلك سيعاقب وفق القانون». وفي حديث لإذاعة «صوت فلسطين» بثته امس شدد عباس على أهمية الحوار مع الفصائل الفلسطينية وقال انه سيؤكد لها «ضرورة التزام كافة القوى بالخطة الامنية التي صدرت تعليمات بإعدادها لحفظ أمن المواطنين في ظل سيادة القانون وبعيدا عن اعتداءات الاحتلال». وجدد أبو مازن تأكيده انه «لا توجد الا سلطة واحدة وسلاح شرعي واحد ومن يتجاوز ذلك سيعاقب وفق القانون الذي يجب ان يطبّق على الجميع». ويواجه عباس اختبارا مهما اليوم لدى زيارته الى غزة لمحاولة اقناع نشطاء يرفضون الاستجابة الى دعوته من اجل التهدئة بالموافقة على وقف الهجمات على اسرائيل. وحذر بعض النشطاء من احتمال وقوع اشتباكات مع القوات الفلسطينية اذا حاولت منع الهجمات على اسرائيل واستبعدوا اي وقف للهجمات قبل ان ينتهي العدوان الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. الحوار... والمقاومة وأكدت فصائل المقاومة أمس انها مستعدة لاجراء محادثات مع عباس خلال زيارته الى غزة التي تستمر ثلاثة أيام. وقال نافذ عزام القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي ان الحركة تأمل في ان يتم حل الامور بواسطة الحوار مضيفا انه «لا الفصائل ولا أجهزة الامن تريد الصدام». وجددت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» أمس رفضها وقف عملياتها ضد الاهداف الاسرائيلية. وقال الناطق الاعلامي باسم الحركة مشير المصري «سنتحدث مع أبي مازن بشأن دعوته الى وقف الهجمات وسنؤكد له رفضنا هذه الدعوة». وأضاف المصري ان «هذا الموقف ليس موقف حماس فحسب بل هو موقف جميع الفصائل». وأوضح المصري ان «حماس» تأمل في ان تتمحور المحادثات مع عباس حول الانتخابات التشريعية والبدية التي ترغب الحركة في المشاركة فيها».