اعتبر مسؤولون أمريكيون وبريطانيون أنه من غير المرجح أن تتراجع ما وصفوها بأعمال العنف في العراق بعد الانتخابات التي ستجري اليوم الأحد بل قد تتفاقم قبل أن يستقيم الأمر للحكومة الجديدة. لكن المسؤولين قالوا إن ما أسموه بالتمرّ د السنّي ضد القوات الأمريكية والبريطانية وحلفائهما في الحكومة العراقية يتفكّك وقد ينهزم بمرور الوقت. وفي الفترة السابقة للانتخابات سادت توقعات واسعة النطاق بشأن تصاعد موجة التفجيرات والهجمات بقذائف المورتر والرصاص. وقد زادت الهجمات من 29 هجوما على قوات الاحتلال في أنحاء متفرقة من العراق يوم السبت قبل الماضي إلى 45 هجوما يوم الاثنين والى 98 هجوما الخميس الماضي. وقال ديبلوماسي أمريكي بارز الأسبوع الماضي ان ما أسماه بالتمرد «سيستمر وربما يتفاقم في المدى القصير» مضيفا انه لن يندهش إذا وقعت «اغتيالات سياسية في الأسابيع القادمة». ويتوقع العراقيون أيضا زيادة في الهجمات بعد اليوم لأن الفئة المعارضة للانتخابات ستسعى الى الانتقام وستستهدف قوات الأمن المحلية والناخبين الذين ستكون على أصابعهم علامة الحبر الذي يصعب إزالته بعد أن أدلوا بأصواتهم. ويصف بعض المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين الانتخابات بأنها استفتاء ويرون المشاركة فيها على أنها هزيمة لما أسموه «بالعنف الذي يجتاح العراق منذ نحو عامين». وقال ضابط كبير بالجيش البريطاني الأسبوع الماضي،»كل صوت يتم الإدلاء به يوم الأحد هو صوت ضد التمرّد» حسب تعبيره مضيفا أنه «لا يتوقع أن تتراجع الهجمات في أي وقت قريب». وحسب هذا الضابط فإن من أسماهم بالمتشددين «مازالوا قادرين على شنّ هجمات حسب رغبتهم تقريبا فإنهم أصبحوا أقل فاعلية، وقوات الأمن العراقية أصبحت أكثر مهارة في التغلب عليهم». وفيما يركز العالم اهتمامه على الانتخابات العراقية والعمليات المناوئة لقوات الاحتلال والحكومة المنصّبة رأت المجموعة الدولية لمواجهة الأزمات في أحدث تقاريرها الميدانية أن شمال العراق يشهد نزاعا آخر قد يتحول الى حرب أهلية ويمهد لتقسيم العراق مشيرة الى «الاحتمال الأسوإ» وهو تدخل عسكري تركي. واعتبرت المجموعة أن التوتر في منطقة كركوك االغنية بالبترول قد بلغ ذروته مما يعني أنه على الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا بذل المزيد من الجهد لحل مشكلة كركوك ومساعدة أنقرة على حماية مصالحها الحيوية دون اللجوء الى التهديد بتدخل عسكري. وقال يوست هلترمان مدير مشروع «كرايسز غروب» ل»الشرق الأوسط» «بينما تجد الولاياتالمتحدة نفسها مضطرّة لتركيز جهودها على أعمال المقاومة المتزايدة في أنحاء العراق فإن الوضع في كركوك مرشح للخروج من السيطرة حيث تجد الأقليات نفسها في مواجهة توشك على الانفجار. وحسب تقرير المجموعة فإن أنقرة ترى أن الفوضى أو الحرب الأهلية أو كلاهما في العراق وقيام دولة كردية في الشمال وعاصمتها كركوك سيناريو مرعب يعرّض مصالح تركيا للخطر.