يُقيم المستثمر الإيراني السيد حسين باقر بور هذه الأيام بيننا في تونس لحضور المعرض التجاري الإيراني الأول الذي ستحتضنه تونس من 9 إلى 13 فيفري الجاري. والسيد حسين باقر بور هو كبير المستثمرين الإيرانيين وله استثمارات متعدّدة على صعيد التعاون الثنائي بين إيران والقطاع الخاص بكلّ من الإمارات العربية وقطر والكويت والعربية السعودية وجنوب إفريقيا وساحل العاج وزيمبابوي وكينيا وألمانيا والدانمارك وبريطانيا. أما القطاعات التي تستثمر فيها فهي أساسا صناعات النسيج والبتروكيمياويات والمواد الخام للأدوية وبناء العقارات والفنادق ذات خمسة نجوم وصناعة السيارات وإنتاج قطع السيارات والمواد الغذائية. «الشروق» التقت السيد حسين باقر بور وتحدثت معه عن زيارته لتونس وما تحمله من آفاق لدعم التعاون والاستثمار بين تونسوإيران وعن المعرض التجاري الإيراني الأول بتونس. يقول المستثمر الإيراني في هذا السياق إنه وقبل عشرة أشهر وبدعوة من معالي السفير الإيرانيبتونس السيد باقر سخائي قدم إلى تونس وبعد مكوثه لشهر واحد بها اتصل بعديد الفعاليات التجارية والاقتصادية والاستثماراتية بتونس واطلع أيضا على قوانين الاستثمار الأجنبي في تونس ورأى فعلا أن هذا البلد فيه الكثير من الإمكانيات التي تشجع على المضيّ قدما على بذل الجهد لتقوية العلاقات الاقتصادية واستثمارات القطاع الخاص بين تونسوإيران. وأضاف قوله إنّنا كلما دخلنا في مجال التعاون التونسيالإيراني رأينا أنّه مجال رحب خاصة وأن بلدينا ينتميان إلى مجموعة الدول الإسلامية وعضوين في منظمة المؤتمر الإسلامي بما يجعلنا نتأقلم أكثر مع الشقيقة تونس والشعب التونسي المضياف. عودة وأبرز أنه عندما رجع إلى إيران درس الأمر بواقعية مع بعض القطاعات الواعدة الأخرى في إيران ثمّ عاد ثانية إلى تونس ضمن الوفد الاقتصادي المصاحب لزيارة الدكتور كمال خرازي وزير الخارجية الإيرانيلتونس أثناء انعقاد اللجنة العليا المشتركة التونسيةالإيرانية في دورتها السابقة وبعد إجراء مباحثات مطولّة وشاملة مع فعاليات القطاع الخاص ودار المصدّر والغرفة التجارية والصناعية بتونس ورجال الأعمال التونسيين من مختلف التوجهات تقرّر تنظيم أول معرض تجاري إيراني من 9 إلى 13 فيفري الجاري بنزل أبو نواس بتونس. وتم القيام بإشهار واسع للمعرض وتمّ إبلاغ الجهات الرسمية والتجارية والصناعية في تونس ومختلف مكونات القطاع الخاص في تونس التي ستكون بمناسبة المعرض على موعد مع 18 شركة عملاقة إيرانية تعمل في مجال إنتاج البتروكيمياويات وصناعة المواد الخام للأدوية وصناعة الجرارات والحاصدات وصناعة السخانات الشمسية وصناعة الأجهزة الطبية وصناعة التغليف وصناعة الرخام والجليز وصناعة أجهزة وآلات الخبز الحديثة والأدوات المنزلية إضافة إلى كبرى شركات الشرق الأوسط الإيرانية لبناء العقارات وصناعة الخشب والورق وشركات الاتصالات. فرصة وأفاد المستثمر الإيراني أن المعرض الذي سيخصص للعرض فقط سيكون فرصة لاطلاع الجهات التونسية المعنية على مختلف الصناعات الإيرانية قصد التعاون المتبادل والاستثمار وإنشاء المشاريع المشتركة. كما يهدف المعرض في المقابل إلى تشجيع المستثمرين الإيرانيين على القدوم إلى تونس والاستثمار فيها فتونس بلد نموذجيّ من حيث الموقع والمناخ ومن حيث الإمكانات والتسهيالات المتاحة للمستثمر الأجنبي ويمكن للمستثمرين الإيرانيين الذين يعدون نحو 4 ملايين والمنتشرين في شتى بلدان العالم الانتفاع مما تتيحه لهم تونس التي تتوسّط جغرافيا مركز الوجهات الاستثماراتية على الصعيد العالمي. وأشار السيد حسين باقر من ناحية أخرى أنه سيتم بمناسبة المعرض التعريف بالإمكانات المتاحة في إيران لبناء بعض المصانع بالتعاون مع تونس على غرار المصنع الذي تم الاتفاق على إنشائه والذي سيتخصّص في إنتاج زيت الزيتون حيث سيتم تصدير كميات كبيرة من الزيتون وزيت الزيتون التونسي إلى هذا المصنع بإيران بغية تغطية السوق الإيرانية ذات السبعين (70) مليون نسمة والأسواق الأخرى المجاورة لدول آسيا الوسطى كما أن مجالات كثيرة للاستثمار المشترك سيتم تدارسها في الفترة القريبة. اتفاق وأعلن كبير المستثمرين الإيرانيين في هذا الاتجاه أنه تمّ الاتفاق مع الجهات التونسية المعنية على إنشاء مصنع إيراني للزجاج بتونس (صفاقس) سينتج كافة أنواع زجاج المنازل والسيارات من الأحجام المختلفة وبرأس مال إيراني قوامه 140 مليون أورو وذلك بهدف تغطية الحاجيات الداخلية وحاجيات الأسواق الأخرى بشمال إفريقيا وأوروبا وبالنظر إلى موقع تونس القريب من أوروبا سيتم مستقبلا تزويد الجهات الأوروبية بالزجاج الإيراني مباشرة من تونس. وسيسمح معمل الزجاج الإيراني بإحداث نحو 750 موطن شغل وسيتم انتداب أعوانه وعماله من مختلف الاختصاصات والكفاءات التونسية. كما أن هناك ثلاثة مشاريع أخرى قيد الدرس حاليا لإنشائها بتونس وهي مشاريع عملاقة تهم تحديدا بناء فنادق من خمسة نجوم ومصنع للتغليف يهم مختلف الأحجام وشركة إيرانيةتونسية لبناء العقارات في بلدان شمال إفريقيا والقارة الإفريقية. واختتم بالقول إن التوجه العام كما يريده سعادة السفير في التعاون بين بلدينا هو أن تكون تونس مركز لإعادة تصدير السلع الإيرانية إلى دول إفريقيا وأوروبا وأن تكون إيران في المقابل مركزا لتسويق السلع التونسية إلى بدان آسيا الوسطى والدول المجاورة لإيران وسيتم إنشاء مصانع عدّة في تونسوإيران لهذا الغرض. كما قال إن هناك بندا في دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية يؤكد على ضرورة تنشيط العلاقات الاقتصادية مع الدول الإسلامية بهدف تقوية الأرضية الصناعية لهذه الدول. وعلى هذا الأساس بدأت إيران منذ انطلاقة الثورة الإسلامية بالتوجه إلى تقوية علاقاتها السياسية والاقتصادية مع كافة دول الجوار الإسلامي والبلدان الأخرى ومنها تونس الشقيقة والصديقة التي أسهمت إسهاما حقيقيا في مجال تنمية الحضارة الإسلامية بفضل هذا التوجه المشترك الذي دأبت عليه قيادة البلدين وعلى رأسها فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وأخيه الرئيس محمد خاتمي اللذان تمكنا من إزالة الحواجز وتدخلا في علاقات ملؤها الوفاق والتضامن والتعاون والتآزر.