* واشنطن الشروق محمد دلبح: يعزو العديد من دول «تحالف الراغبين» الثمانية والعشرين التي تشارك الولاياتالمتحدة في احتلال العراق اعتزامها سحب قواتها بعد الانتخابات التي جرت في العراق، إلى التكاليف الباهظة في الأرواح والأموال نتيجة عملها لمدة عامين في العراق. ويبلغ عدد هذه القوات نحو 25 ألف جندي فيما يصل عدد قوات الاحتلال الأمريكي إلى 152 ألفا. وكان عدد من هذه الدول أعلنت قبل الانتخابات العراقية التي جرت يوم الأحد الماضي أن الوقت قد حان لتخفيض التزاماتها والاعتماد على العراقيين للقيام بدور أمني أكبر. والآن فإن دولا أخرى ستراقب عن كثب قدرة الحكومة العراقية المؤقتة أن تجري تحسينات في مجال الاستقرار تتيح لمزيد من دول «تحالف الراغبين» خفض قواتها في العراق. وقد قررت بولونيا سحب قواتها باستثناء 300 جندي من مجموع قواتها البالغ عددها 1700 وذلك بدءا من الخامس عشر من شهر مارس المقبل. وكانت بولونيا التي احتفظت بوجود عسكري مهم في العراق في مواقع ساخنة مثل بغداد، عملت على تخفيض قواتها من 2400 إلى 1700 جندي بعد مقتل 13 جنديا منهم. ومن بين الدول التي سحبت قواتها، جمهورية الدومينيكان، هندوراس، المجر، نيوزيلندا، نيكاراغوا، الفلبين، إسبانيا وتايلاندا. وقال الملحق العسكري في السفارة الهولندية بواشنطن، الأدميرال مايكل هيجمانز أن وزارة دفاع بلاده تعتبر أن المهمة انتهت وأن القوات الهولندية البالغ عددها 1500 جندي موجودة في العراق منذ عشرين شهرا وأنه من الصعب مواصلة هذه العملية. وفي الوقت نفسه فإن بعض دول «تحالف الراغبين» أخذت تستعد لسحب قواتها إما بسبب اعتقادها بأن العمل الحاسم قد أنجز أو بسبب اعتبارات سياسية محلية. فقد بدات أوكرانيا تنفيذ خطة مدعومة من رئيسها الجديد فيكتور يوشينكو، لسحب قواتها التي يصل عددها إلى 1600 جندي. ويذكر أن يوشينكو وعد في حملته الانتخابية بإعادة هذه القوات إلى بلادها. وفي ديسمبر الماضي غادر العراق 300 جندي مجري، تنفيذا لقرار من البرلمان المجري بالعودة إلى بلادهم. وحتى بريطانيا، الحليف الثابت للولايات المتحدة في احتلال العراق تتطلع قدما إلى وقت تغادر فيه قواتها البالغ عددها تسعة آلاف جندي العراق. وقد نقلت صحيفة فايننشال تايمز مؤخرا عن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير قوله أنه يرغب في البحث عن «جدول زمني» لسحب القوات البريطانية التي يعمل معظمها في جنوب العراق. وقال «إننا نحن والعراقيون نريد الانسحاب بأسرع وقت ممكن.» وأضاف إن المسالة هي ماذا يعني بأسرع وقت ممكن؟» وأضاف «إن الجواب على ذلك هو عندما يكون لدى القوات العراقية القدرة على القيام بهذا العمل.» ويقول خبراء عسكريون أمريكيون أن قوات «تحالف الراغبين» قد استخدمت من قبل الولاياتالمتحدة لإضفاء قناع دولي على احتلالها للعراق، فهذه القوات تقل نسبتها عن 6 بالمائة من إجمالي قوات الاحتلال التي تسمى الآن «القوات متعددة الجنسيات» وقليل منها منخرط إلى جانب القوات الأمريكية في عمليات عسكرية في العراق. وإلى جانب بريطانيا وبولونيا وهولندا وأوكرانيا، فإن تحالف الراغبين» في العراق يضم حاليا قوات من كوريا الجنوبية (3600 جندي)، ايطاليا (3085 جنديا) رومانيا (700 جندي)، اليابان (550 جنديا)، بلغاريا (485 جنديا). وهناك 17 دولة مشاركة في تحالف احتلال العراق يبلغ عدد قواتها مجتمعة 1884 جنديا هي استراليا، السلفادور، جورجيا، منغوليا، أذربيجان، البرتغال، لاتفيا، التشيك، ليتوانيا، سلوفاكيا، ألبانيا، أستونيا، أرمينيا، تونغا، مقدونيا، كازاخستان، مولدوفا و النرويج.