قالت مصادر من وزارة الفلاحة والموارد المائية إن الأمطار الأخيرة التي نزلت بغزارة أمس وأمس الأول ستحمل معها فوائد كثيرة للقطاع الفلاحي. فهذه الأمطار جاءت في الوقت المناسب جدا، وستنعش الزراعات الكبرى التي دخلت حاليا فترة التنبيت، والأشجار المثمرة التي خرجت من مرحلة السّبات التي تمتدّ على شهري ديسمبر وجانفي، كما يبشّر نزول الأمطار في هذا الظرف بالذات بصابة هامّة من الزيتون. وينتظر أن تسهم الأمطار الأخيرة في توفير المرعى الطبيعي بما يخفّف على الفلاحين ومربيي الماشية كلفة الأعلاف والتغذية الحيوانية بشكل عام. هذا فضلا عن مساهمة الأمطار الأخيرة في تغذية المائدة المائية والترفيع في مخزون المياه في الآبار والسدود والبُحيرات الجبلية الذي سيستغل في سقاية الخضروات والمزروعات السقوية. وأكّد السيد عبد الرؤوف الفرياني الخبير الزراعي ورئيس غرفة تجارة البذور والمشاتل من جانبه أن الأمطار الأخيرة ستعود بالنفع الكبير على المزروعات خاصة أن عمليات البذر قد تمّت بشكل طبيعي وناجح. وقال إن تأثيرات موجة البرد الأخيرة خاصة على المزروعات غير المحمية وأهمها الجلبانة والقنارية الحمراء التي تأثرت بالجليدة قد بدأت تزول بصفة تدريجية مع ارتفاع درجات الحرارة لكنه لم ينف في المقابل أن أغلب النبتات تحتاج حاليا الى فترة من استقرار المناخ حتى يتسنّى لها النمو بشكل طبيعي. وأضاف أن نبتات الفلفل والطماطم المزروعة بالبيوت المكيفة والتي تأثرت كذلك بموجة البرد وتوقفت عن النمو قد استرجعت نسق هذا النمو بنسبة عالية جدا وذلك بعد ارتفاع درجات الحرارة التي استقرّت بعد موجة البرد بين 4 و7 درجات ليلا وهو معدّل عادي ولا يعيق نموّ النبتة. ولم يخف الخبير الزراعي تخوفه من أن تؤدي العواصف والرياح إن اشتدّت أكثر الى إلحاق الضرر بالبيوت المحمية البلاستيكية التي تعدّ حاليا المصدر الوحيد لإنتاج الفلفل والطماطم. وعموما تؤكد مصادرنا أن الانعكاس السلبي الوحيد والظرفي للتقلبات الجوية والأمطار الأخيرة يتمثل في إعاقة وتعطيل عمليات الجمع والجني جرّاء الأمطار والأوحال التي تحول دون دخول الفلاحين الى الحقول وهو ما قد يؤثر نسبيا على العرض في الأسواق.