كشف خليل الدليمي محامي الرئيس العراقي صدّام حسين أن سلطات الاحتلال الأمريكي شطبت أكثر من نصف محتوى رسالة صدّام الى عائلته خشية ان تكون تحمل شفرات مؤكدا ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تقم بواجبها في هذا الاطار، فيما نفت رغد الابنة الكبرى للرئيس صدّام ان تكون زارت والدها في قطر. وقال الدليمي ان قوات الاحتلال شطبت ما يزيد عن 70% من محتوى الرسالة المكتوبة بخط يد أحد حراس صدام خلافا للقوانين الدولية واتفاقية جنيف التي حفظت حقوق الأسرى في التواصل مع عائلاتهم وطمأنتهم على أحوالهم. وأضاف الدليمي في حديث لصحيفة «الوطن» السعودية أنه سأل الأمريكيين خلال لقائه الاخير بموكله عن سبب شطبهم عبارات من الرسالة العائلية التي يوجهها صدّام الى أفراد عائلته فأجابوه بأن هذا الاجراء أمني بحت لأنهم يخشون من ان تحمل شفرات الى الباقين على عهده في العراق وخارجه لتنفيذ أوامر متعلقة بما أسماه الأمريكيون بزعزعة الامن في اشارة الى عمليات المقاومة. وضرب الدليمي مثلا على ذلك بالقول ان صدّام كتب في رسالته «سلامي الى علي» فالأمريكيون اعتقدوا انها رسالة مشفرة الى (علي) الذي قد يكون اسما حقيقيا أو لقبا لأحد أعوانه داخل العراق او خارجه وان «سلامي» أيضا كلمة مشفّرة قد تعني تنفيذ عملية عسكرية هنا أو هناك. وأكد الدليمي ان شطب جانب كبير من الرسالة يدل على عدم قيام اللجنة الدولية للصليب الاحمر بواجباتها مع أسرى الحرب في العراق. ومن الملاحظات التي سجلها محامو صدّام على الصليب الاحمر وصول رسائل موكلهم الى ابنته رغد بعد أشهر من كتابتها عدا شطب قوات الاحتلال الأمريكية أكبر عدد من العبارات الواردة فيها بحجج أمنية. وقال الدليمي ان صدّام أرسل 3 رسائل الى رغد حملت المضمون نفسه كان آخرها في ماي من العام الماضي. وكتب صدام حسين في رسالته الاخيرة «بسم الله الرحمان الرحيم.. عبارات مشطوبة... الى عائلتي الصغيرة وعائلتي الكبيرة السلام... عبارات مشطوبة... أما روحي ومعنوياتي فهي عالية ومهمّاتي اللقاء بنعمة الباري العظيم... وسلامي للجميع». أما الجديد في الرسالة فكان ذلك النموذج المرفق بها الذي ملأت بياناته قوة احتلالية مكلفة بحراسة صدّام وفيه معلومات عن اسمه وجنسيته ورتبته العسكرية وصفته (رئيس جمهورية العراق). لكن النموذج المرفق برسالة صدام لم يحدد ما اذا كان صدّام أسير حرب او سجينا مدنيا لأسباب أمنية أم سجين الحق العام. وفي سياق متصل أكد المحامي زياد النجداوي عضو هيئة الدفاع عن صدام ان القوات التي اعتقلت الرئيس العراقي سرقت مبلغا قدره 750 ألف دولار كان بحوزته لحظة اعتقاله. وقال ان عدم تحرير الأمريكيين وصلا بالمبلغ للرئيس الأسير يعد انتهاكا صارخا لاتفاقية جنيف. وردا على الانباء التي تحدثت عن لقاء رغد الابنة الكبرى لصدّام بوالدها في قطر قالت رغد ان ذلك لم يتم وإن ما نُشر من أنباء في هذا الصدد عار عن الصحة. ويذكر ان رغد زارت سوريا خلال عطلة عيد الاضحى في اجازة خاصة رفقة شقيقتها رنا وأبنائهما الا أنهما لم تلتقيا والدتهما ساجدة خيرالله او اي فرد من أفراد عائلتهما غير المقيمين في الاردن. وأكد مصدر مقرّب من ابنتي الرئيس العراقي ان رغد ورنا بإمكانهما التقاء والدتهما في اي مكان سواء في الاردن او سوريا الا انهما لم تلتقياها خلال زيارتهما الى سوريا التي قضيتا فيها اجازة العيد على نفقتهما الخاصة.