جابهت أمس القوات الموالية للحكومة العراقية المعينة يوما آخر صعبا حيث خطف وقتل العشرات من عناصرها غداة مصرع وجرح حوالي 100 من أفرادها في معركة شرسة جنوبي بغداد قد يكون شارك فيها جنود من الحرس الجمهوري العراقي السابق... وتجددت أمس التفجيرات والعمليات المسلحة مخلفة مزيدا من القتلى شمالي بغداد على وجه الخصوص. ووصفت مصادر أمنية عراقية المعركة التي وقعت أول أمس في منطقة المدائن (او سلمان باك) الواقعة على مسافة بعض عشرات من الكيلومترات الى الجنوب من بغداد بغير المسبوقة من حيث مدى شراستها... معركة ضارية... وقتلى بالعشرات واعترفت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المعينة بمصرع 10 على الاقل من أفراد الشرطة واصابة 75 آخرين. وأكدت امس مصادر أمنية عراقية ان ملثمين اقتحموا امس مستشفى المدائن، واقتادوا 20 شرطيا كانوا يعالجون من الجروح التي أصيبوا بها في معركة أول امس التي تدخل فيها الطيران الأمريكي لمعاضدة قوات الحكومة المعينة. واندلعت المواجهة الضارية حين حاول العشرات من أفراد الشرطة على متن حوالي 100 سيارة الانتشار في شوارع البلدة التي تعد معقلا من معاقل المقاومة. وحاولت الشرطة الانتشار بناء على معلومات تفيد وجود مقاتلين في البلدة. لكن وحدات الامن لم تجد الوقت الكافي للانتشار ناهيك عن تنفيذ عمليات مداهمة حيث عاجلها المقاتلون بالاسلحة المتوسطة والخفيفة وتمكنوا من تدمير معظم السيارات التي جاؤوا على متنها. وروى مصطفى حسين (26 عاما) وهو أحد عناصر الشرطة الذين جرحوا في المواجهات التي استمرت لعدة ساعات ان المتاجر كانت مغلقة والشوارع خالية حين دخلت قوات الشرطة الى البلدة، مضيفا ان صور الرئيس العراقي صدام حسين والشعارات التي تحرّض على المقاومة كانت منتشرة في الشوارع. وتابع ان رجالا مسلحين اندفعوا من كل الجهات وهاجموا قوات الشرطة مؤكدا ان القوات الخاصة التي شاركت في الحملة حاولت الانسحاب لكن المقاتلين كانوا قد فخخوا كل المنافذ مما جعل كل الشوارع تتحول الى فخاخ قاتلة. وصرّح شرطي آخر يدعى مالك محمد أصيب بكسر في احدى رجليه بأن كل المقاتلين كانوا يرتدون قمصانا سوداء وفوقها البزات العسكرية التي كان يترديها جنود الحرس الجمهوري العراقي قائلا ان هؤلاء المقاتلين كانوا منظمين جدا وكان عددهم يفوق عدد أفراد القوات الخاصة المشاركة في العملية. وحسب الشرطي ذاته فإن ذخيرة أفراد القوات الخاصة نفذت تقريبا بعد نصف ساعة من الاشتباكات مما أجبرهم على اقتحام المنازل واجبار الاهالي على تسلمهم ما بحوزتهم من ذخيرة. وحسب قول المصدر ذاته فإن أحد أفراد الشرطة أُبلغ اثر دخوله منزلا للتخلص من لباسه العسكري واستبداله بآخر مدني بأن المقاتلين كانوا يحضرون لهذا الكمين منذ ثلاثة أيام وهو ما يعني أنهم حصلوا على معلومات بشأن عملية المداهمة او أنهم هم الذين استدرجوا القوات الخاصة الى «سلمان باك» المسماة على اسم الصحابي سلمان الفارسي. وقد طلبت القوات العراقية المحاصرة الدعم من الأمريكيين الذين ارسلوا مروحياتهم لقصف مواقع للمقاتلين. وتحدثت الحكومة المعينة عن مقتل 20 مسلحا واعتقال 21 آخرين لكن مصادر غير حكومية أشارت الى مقتل 4 مسلحين فقط. وقال رئيس المخابرات العراقية الجديدة محمد عبد الله الشهواني ان استعادة السيطرة على المدائن تتطلب خوض معركة كبيرة. وخيم امس هدوء حذر على هذه البلدة في ظل انتشار للقوات الأمريكية والعراقية عند مداخلها. وفي بغداد قتل أمس 9 أشخاص في حادث اطلاق نار على مخبزة في شرق بغداد في حين قتل 13 شخصا آخرون بينهم 3 عسكريين عراقيين اثر انفجار سيارة مفخخة أمام مسجد للشيعة في قضاء «بلدروز» قرب مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالي. والى الشمال من بغداد ايضا قتل 4 عسكريين عراقيين في سامراء والضلوعية وجرح آخرون في هجوم بالمدفعية على قاعدة عراقية في «الدّجيل» التي عثر بالقرب منها على جثث 3 عراقيين. وفي تلعفر قرب الموصل قتل عراقيان في اشتباك بين مقاتلين والجيش العراقي في حين حلقت المروحيات الأمريكية في سماء المدينة أثناء المواجهة التي توسعت الى عدد من الاحياء. وفي «بيجي» قرب تكريت قتل مهندس عراقي بالرصاص اثر خروجه من اجتماع مع ضباط أمريكيين في حين أصيب جندي أمريكي في هجوم آخر. وفي الرمادي قتل عسكري عراقي وجرح آخر بالرصاص. من جهته أعلن أمس جيش الاحتلال الامريكي ان أحد جنوده لقى مصرعه أول أمس الخميس خارج اطار المعارك حسب قوله.