نظرت إحدى محاكم باجة مؤخرا في ملفي قضيتين تورط فيهما شاب بالسطو على منزلين صحبة حدثين كانا أفردا بالتتبع وتورط معه تاجران في إحدى القضيتين و4 تجار آخرون في القضية الثانية بتهمة المشاركة في السرقة عبر شراء المسروق. وبالعودة إلى ملفيّ القضيتين اتضح أن 3 شبان أصيلي مدينة باجة تراوحت أعمارهم بين 18 و22 سنة قد استغلوا خلوّ منزل من ساكنته المقيمة بفرنسا فتسلقوا عمودا أوصلهم مباشرة إلى شرفة المنزل وتولّوا خلع أحد النوافذ وولجوا إلى الداخل ثم خلعوا أبواب الغرف الواحد تلو الآخر حتّى أن أحد هذه الأبواب قد استعصى عليهم فتحه فأضرموا النار فيه وهو ما مكّنهم من فتحه مخلفين بذلك أضرارا بالمنزل قدّرت بحوالي ألفي دينار. وقد استولى المظنون فيهم من هذا المنزل على مصوغ وأجهزة الكترونية وأغطية فاخرة والغريب في أمر هؤلاء الشبان أنّهم لم يغادروا المنزل حال حصولهم على مبتغاهم بل احتفلوا بما غنموا وأقاموا جلسة خمرية لتأكدهم من استحالة قدوم أي شخص. وبعد أيام من تاريخ الواقعة انتقل أحد هؤلاء الشبان إلى سوق المدينة حاملا معه جهاز «بلايستيشن» قصد عرضه للبيع وتزامن ذلك مع قدوم أعوان أمن بزيّهم المدني تابعين للمركز المذكور وكانوا بصدد مراقبة الحركة داخل السوق. استراب الأعوان في أمر الشاب المذكور فدنا منه أحدهم وطلب منه الإدلاء بهويته وتحديد مصدر الجهاز الذي بين يديه. اضطرب الشاب وتلعثم وهو ما جعل العون ينقله إلى المركز وبمزيد التحري معه ومحاصرته بالأسئلة الموجّهة أفاد بأن الجهاز هوجزء من المسروق الذي ذكرنا تفاصيل الحصول عليه آنفا. كما أدلى باسمي من شاركاه في العملية. انتقل الأعوان إلى منزل الشاب حيث عثروا على جزء آخر من البضاعة المسروقة باعتبار أن قسطا منها قد تمّ التفريط فيه بالبيع لبعض التجار المعروفين بأسواق المدينة. تمكن أعوان مركز باجةالمدينة من جلب كلّ من له علاقة بالقضية ونخصّ بالذكر الشابين اللّذين أدلى الموقوف الأول باسميهما ثم التجار الذين ورطهم شراؤهم للبضاعة فاسدة المصدر. وقد تمكن باحث البداية بحنكته من الفوز باعتراف أحد المظنون فيهم (من الشبان الثلاثة) بقيامه صحبة شريكيه بعملية مماثلة استهدفت منزلا آخر يسكنه جار أحد الشبان المشبوه فيهم. وورد على لسان المعترف أنه استغل وصديقاه خلوّ المنزل من سكانه ليلة عيد الأضحى على إثر انتقال صاحبه وأفراد عائلته إلى مسقط رأسه وبعد مراحل الخلع الشبيهة بالعملية الأولى تمكّن الشبان الدخول إلى المنزل من الاستيلاء على مصوغ ربّة المنزل المقدر قيمته بحوالي ألف دينار وقد فرّط أحد الشبان في المصوغ المذكور بالبيع لتاجر مقابل 100 د فقط. سجّل باحث البداية جميع الأقوال الصادرة عن ألسنة الأشخاص التسعة المحتفظ بهم وقد جمع باحث البداية هذه الأقوال في ملفين لقضيتين منفصلتين باعتبار أن السرقة قد طالت منزلين متباعدين زمانا ومكانا. وأحال المظنون فيهم والملفين ا لمذكورين على ممثل النيابة العمومية الذي أفرد شابين من الثلاثة الرئيسيين بالتتبع لعدم بلوغ سن الرشد القانونية وأحال ثالثهما والتجار الستة إلى حاكم التحقيق بابتدائية باجة الذي أحالهم على المحاكمة. وقد نظرت هيئة إحدى محاكم باجة مؤخرا في ملفي القضيتين فحجزت القضية الأولى (التي استهدفت منزل المهاجرة) للمفاوضة قبل التصريح بالحكم لاحقا فيما قررت التصريح بالحكم حينيا في القضية الثانية التي تورط فيها المتهم الرئيسي واثنان من التجار الستة فحكمت على الأول بالسجن مدة عامين وعلى كل واحد من التاجرين بالسجن مدة عام واحد.