نظرا لما تكتسيه الدراسة من أهمية كبرى لدى العائلة التونسية فإنها تستعد لها استعدادا خاصا سواء بشراء اللوازم المدرسية من كتب وكراسات ومختلف الادوات المتصلة بالمجال التعليمي أو بتخصيص ميزانية خاصة لتوفير الدروس الخصوصية لابنائهم التلاميذ بالمدارس الاعدادية أو الثانوية أو حتى لمن يزاولون تعليمهم بالجامعة. وتبقى فترة الامتحانات من أهم وأصعب الفترات التي يمر بها التلميذ أو الطالب وحتى العائلة. ففترة الامتحانات والفترة التي تسبقها وهي فترة المراجعة تظل الموعد الهام والمرحلة التي تتميز بطقوس خاصة لدى العائلة التونسية. وبما أن تلامذتنا بالمرحلة الاساسية والثانوية على أبواب امتحانات الثلاثي الاول من السنة الدراسية أردنا مواكبة هذا الحدث الدراسي إن صح التعبير بالتعرف على كيفية تعامل الاولياء مع أبنائهم خلال فترتي المراجعة والامتحانات والظروف التي تسعى العائلة لتوفيرها للتلميذ حتى يكلل عمله بالنجاح. * المكان الهادئ من أوكد الشروط يسعى كل من الأب والأم الى توفير ظروف النجاح لابنائهم وهو ما يعكس رغبتهم الكبيرة في رؤية أبنائهم يحتلون مراكز علمية واجتماعية هامة تكون أحسن من تلك التي احتلاها هما من قبل لذلك يضاعف الوالدين جهودهما من أجل توفير سبل النجاح لابنائهم. هذا ما أكده لنا السيد خميس العياري بقوله حينما يحل موعد الامتحان وقبله فترة المراجعة أجتمع بأبنائي وأشجعهم وأرفع من معنوياتهم هذا من جهة ومن جهة أخرى أوفر لهم الاجواء الملائمة «للتحضير» ويتمثل ذلك في تخصيص غرفة للمراجعة تكون هادئة وبعيدة عن الضجيج. ويرى السيد خليفة بلال أن المكان البعيد عن الضجيج المتأتي سواء من الشارع أو بعض الاجوار هو من الاشياء المهمة التي تضمن للتلميذ أو الطالب التركيز واستيعاب ما يقرأه، وهو الشيء الذي حرص السيد عادل على توفيره لابنته حين اضطر الى إخلاء جزء من منزله كان قد خصصه للايجار من أجل تهيئة مكتب يحتوي على حاسوب ومكتبة صغيرة من أجل ابنته تلميذة بالسنة الثانية ثانوي، التي لم تجد راحتها التامة للدراسة وسط الاجواء العائلية. * المراجعة الجماعية مفيدة من النقاط الهامة التي يركز عليها الاولياء خلال مرحلة الدراسة بالنسبة لابنائهم هي طريقة المراجعة. وإذا كان بعض الاولياء يرفضون المراجعة الجماعية ويعتبرونها غير ناجعة على غرار ما يراه السيد خميس العياري الذي يرفض رفضا تاما المراجعة الجماعية باعتبار أن تلك الجلسات المخصصة للمراجعة يمكن أن تتحوّل الى «قعدات» تكون بطلتها السجائر والكلام غير المجدي والتهريج وعدم التركيز فإن البعض الآخر من الاولياء لا يمانعون من تحويل بيوتهم الى قاعات مراجعة من أجل عيون ابنهم أو ابنتهم. لذلك فإن السيد محمد بالرجب يشجع بناته على المراجعة الجماعية حيث يؤكد أن ابنته غالبا ما تجلب صديقاتها الى المنزل لقضاء فترة المراجعة معها لان ذلك من شأنه أن يعود بالفائدة عليهن جميعا. وفي السياق ذاته يرى السيد عادل بن عبد الله ان المراجعة الجماعية تساعد التلميذ أو التلميذة على تدارك ما فاته وفهم الدروس التي استعصت على فهمه عند تلقيه للدرس في الايام العادية وبالتالي فإنه عادة ما يشجع ابنته على المراجعة الجماعية مع صديقاتها بشرط أن يكون ذلك تحت نظره أي في البيت. * كلمة التشجيع والترويح عن النفس تذهب الرهبة من الامتحان عادة ما يسيطر على التلميذ إحساس بالرهبة والخوف من الامتحان ويتجلى ذلك سواء من خلال العصبية والعزوف عن الاكل أو الارتباك عند دخول قاعات الامتحان وفي هذه الحالة من واجب الاولياء تشجيع أبنائهم ومدهم بشحنة معنوية تبدد رهبتهم وخوفهم من اجتياز الامتحانات. فالسيد خليفة بلال يخصص يوميا ساعة أو ساعتين للحديث مع أبنائه ومحاولة إخراجهم من بوتقة التفكير في الامتحان بالاضافة الى تشجيعهم ونصحهم بعدم الخوف من الامتحانات وعدم تهويل الامر في نظرهم باعتبار أن الانسان في امتحان مستمر مع الحياة. كما أن النزهة وتغيير الاطار المكاني مهم جدا في فترة الامتحانات. وهي عادة دأب عليها السيد محمد مع أبنائه حيث يخصص يوم الاحد للخروج والنزهة رفقتهم لان ذلك يصبح ضروريا حتى لا يقع في مشكلة الضغط النفسي والارهاق التي تصيب كل من يجهد نفسه في المراجعة ولا يترك لنفسه المجال للترويح عن نفسه. ناجية المالكي