كفانا من كنّا وكان أمم تشيّد وتبني ونحن نجترّ الماضي ونندب حظّنا على انقاضنا.. بنوا حضارتهم على ذلّنا.. بنوا عزّهم من ضعفنا.. بنوا قوّتهم من تشتتنا.. وحّدوا صفوفهم ومن نفطنا.. حرقونا وأشعلوا نارهم ونحن.. لم نتخلص بعد من كنّا وكان الصبي منا.. بحكاية رأس الغول يتلهّى والصبيّ منهم.. بالعلوم يتباهى الشيخ منا بالورق يتلهى والشيخ منهم بالحاسوب يتسلّى الى الأمام.. وبحنكة رسموا مستقبلهم ونحن بما مضى نحلم.. ونحاول عنادهم من الماضي.. لا نستخلص عبرا.. من الماضي لا نتبع سيرة من الماضي لا نتذكر صولة وجولة في الماضي سكنّا وعلى كنّا وكان نتّكل ما هكذا تبني الأمم مجدها وما بالحلم تقف ندا لحسّادها كفانا حلما.. واقتلوا كنّا وكان.. ومن يستعملها نظمت حلقاتنا.. لفضّ خلافاتنا قرّرت جلساتنا.. للنظر في رسم الحدود وما شابهها عقدت منابرنا في رصد الهلال ومتى يبدأ الشهر ومتى ينتهي واختلفنا.. وضاعت دروبنا. فمتى يا أمّة العرب تستيقظين وتنفضي عنك غبار الماضي وما سبق القدس ضاعت والعراق خرّت والحق اجتثت جذوره .. وسكت من أصوات كان سأختار.. مازال.. ومازال ما أشدّ فظاعة قادما مازال العدو بنا يتربّص ومازال أصلنا مهددا. مازلناكقطعان ضاع حارسها فتشرّدت مازلنا ندسّ المكائد لبعضنا مازلنا في طرق مختلفة نسير والدرب واحد.. ولا أحد يجهل الدّم العربي هُدر والعرض العربي هُتك والكل في حجره نائم لا يبالي بما حصل الذئاب الجائعة قادمة والقطعان الوديعة حائرة فهل من منقذ؟ وهل من قائل لا.. لا.. وألف لا للفاتك جسم العروبة اعتل والدواء بأيدينا ونحن نجهل والأوطان صارت فنادق للغرباء لهفي عليك أمّة الضاد اصطفاك اللّه.. وخذلناك أحببتك بجنون... فجرحت كابدت جرحي.. ندبت حظي وبكيت لكن هيهات.. ماعاد ينفع البكاء لا تنسوا بأنكم اخوة.. من أصل ثابت تشكّلوا.. رمّموا أنفسكم وقولوا لا.. لا.. وألف لا للطغاة والجبناء. * عبد المجيد الحيّوني (معلّم تطبيق تالة)