في البداية نشير إلى أن فريق تشلسي محترم لكن لا يمكن أن يقارن بأندية مثل مانشستر يونايتد ارسنال أو حتى ليفربول أو أستون فيلا والقائمة تطول كان ذلك إلى وقت غير بعيد. صحيح ان تشلسي تحصل على بطولة انقلترا مرة واحدة وكان ذلك سنة 1955 وكأس الكؤوس الأوروبية سنة 1998 وبدأ الفريق في الاستعانة بأسماء لامعة مثل الايطالي فيالي ومن بعده الهولندي غوليت لكنه لم يستطع أن ينافس العمالقة هناك لأسباب مادية قبل وبعد كل شيء. كان كل شيء يسير طبيعيا في دستانفورد بريدج مقر فريق تشلسي بمدينة لندن حتى بداية الصيف الماضي عندما تناقلت وسائل الاعلام الانقليزية ان رجل أعمال روسي قرر شراء النادي. الخبر تحول مع الأيام إلى حقيقة عندما ظهر الملياردير الروسي الشاب (36 عاما فقط) ودفع ما قدره 200 مليون يورو. رومان اراموفيتش أعلن ان هدفه من شراء تشلسي هو تكوين فريق قوي على غرار الأندية الكبيرة في العالم ومنافسة مانشستر وأرسنال في انقلترا وجوفنتس وريال مدريد وبيارن وميلان في أوروبا.. واتضح فيما بعد ان الرجل لم يكن مبالغا في كلامه وانه جاء ليزعج هذه الأندية والنتائج التي حققها على الأقل حتى الآن (المركز الأول في البطولة الانقليزية والترشح للدور الثاني في كأس رابطة الأبطال) تغني عن كل تعليق. مليارات هذا الرجل إلى جانب 200 مليون يورو دفعها لشراء الفريق فقد تعاقد المالك الجديد لتشلسي ب160 مليون يورو أخرى مع 11 لاعبا أغلبهم من النجوم الكبار ومن أندية عريقة وكبيرة مثل الفرنسي ماكيليلي (ريال مدريد) فيرون الأرجنتيني (من مانشستر يونايتد) هرنان كريسبو الأرجنتيني (هداف فريق انتر الايطالي) مهاجم بارما المتميز الروماني «موتو» إلى جانب عديد اللاعبين الآخرين حسب طلبات المدرب وحاجة الفريق لكل المراكز.. كما اختطف المدير التنفيذي لفريق مانشستر يونايتد بيتر كانيون الذي صرّح بالقول: «لا أستطيع أن أرفض كل هذه الأموال التي سيوفرها لي فريق تشلسي وسوف أضع خبرتي التي أمتلكها في مانشستر حتى أساعد على تكوين فريق قوي يكون قادرا على مقارعة أعتى الأندية في أوروبا». رونالدو هو السبب رونالدو مهاجم البرازيل الأول ونجم ريال مدريد كان سببا مباشرا في اهتمام الملياردير الروسي بكرة القدم.. وذلك على اثر مباراة شيقة جمعت الموسم الماضي في كأس رابطة الأبطال الأوروبية مانشستر يونايتد بريال مدريد الاسباني. المباراة فاز بها النادي الانقليزي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة يومها سجل رونالدو ثلاثية مدريد رغم ان النادي الانقليزي تلاعب بالفريق الاسباني فإن رونالدو وحده رجح الكفة عندما استغل كل الفرص وحولها في شباك الفرنسي برتاز. هذا اللقاء الممتع تابعه الروسي وقال على اثر المباراة «كرة القدم جميلة.. ولابد أن أملك ناديا تتابعه الآلاف في الملاعب والملايين عبر شاشة التلفزة» ومن وقتها قرر الروسي البحث عن ناد يمكن أن يحقق له أحلامه خصوصا وانه تعود أن ينفق كثيرا ويربح أكثر وأكثر لأن الحياة قصيرة. المدرب في ورطة يشرف على فريق تشلسي مدرب ايطالي مغمور وغير معروف بالخبرة وهو كلاديو رانيري.. هذا المدرب في موقف حرج للغاية رغم ان الفريق مترشح للدور الثاني من كأس رابطة الأبطال الأوروبية وهو متقدم في البطولة الانقليزية وآخر ضحاياه مانشستر العريق. عدم تحقيق انجاز بارز على الصعيدين المحلي والأوربي سوف يجعل «ابراموفيتش» يفتح خزائنه من جديد ليتعاقد مع مدرب كبير ليقود الفريق العامر بالأسماء والنجوم الكبيرة. غير مهتم بما يقال الرجل الروسي تعرض لانتقادات لاذعة من الوزير الأول الروسي الذي قال: «من غير المعقول أن تدفع كل هذه الأموال من طرف مواطن روسي لناد أجنبي مهما كان اسمه». أما الصحف الانقليزية المختصة في كرة القدم ومنذ ظهور المالك الجديد لتشلسي فقد تساءلت عن مصادر كل هذه الأموال التي تنفق بسخاء.. أما مجلة «ورلد سوكر» فقد ذكرت ان رومان ابراموفيتش أصبح في «رمشة عين» أكثر الرجال نفوذا في عالم كرة القدم. وفي نفس النطاق اضاف وزير الرياضة الانقليزي السابق «توني بانكس»: «لا يجب السماح لأي فرد امتلاك الأندية هكذا قبل معرفة كل شيء عنه خصوصا عندما يكون هذا الملياردير لا علاقة له بكرة القدم أو الرياضة ككل من قبل». جنسيات مختلفة المتأمل في فريق تشلسي يلاحظ ان الفريق يضم 15 جنسية أجنبية.. و21 لاعبا غير انقليزي وهو رقم كبير.. وقال المدرب الايطالي «رانيري» «إن الانتدابات كانت موجهة ومركزة.. فمن انقلترا انتدبنا كل من فيرون رغم أننا لم نستفد منه بالشكل المطلوب.. كذلك داميان دوف من بلاكبورن.. ومن البطولة الايطالية جلبنا مهاجمين هما كريسبو وادريان موتو.. ومن البطولة الاسبانية تعاقدنا مع الكامروني جيرمي والفرنسي ماكيليلي وهذه البطولات هي الأقوى على الساحة ثم ان الاندية التي كان يلعب لها هؤلاء هي فرق قوية واللاعب هناك متعود على اللعب تحت الضغوطات وهناك تعاون وانسجام بين جميع اللاعبين أساسيين كانوا أو احتياطيين وكل فرد يعرف انه لابد أن يقاتل على مكانه وان اللاعب الجاهز هو الذي يلعب في نهاية الأمر».