أعرب محللون وخبراء أمريكيون عن دهشتهم من السرعة التي جرى فيها منح الاحتلال الأمريكي للعراق مواصفات اسرائيلية حيث تعمد سلطة الاحتلال العسكري في سياق مساعيها اليائسة لإنهاء المقاومة العراقية إلى تنفيذ سياسة «العقاب الجماعي» ضد العراقيين في وقت تزيد فيه من استخدام ذات الأساليب القمعية الوحشية التي تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين. حيث لم يعد مشاهدو شبكات التلفزة العربية والعالمية يستطيعون التفرقة بين ما يشاهدونه من ممارسات قوات الاحتلال الأمريكي في العراق والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، فسياسة القبضة الحديدية والقوة العسكرية المفرطة لتصفية المقاومة الشعبية هي ذاتها، والمعاناة التي تسببها ذات السياسة المروعة في العراق وفلسطين تزداد تفاقما دون مراعاة لأية قيم إنسانية. وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير مطول لها من العراق أن قوات الاحتلال الأمريكي في العراق «تقوم بمحاصرة العشرات من المدن والقرى العراقية بأسلاك شائكة تعتليها الشفرات الحادة، واستعمال الحواجز بشمل يتماثل بالكامل مع الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية». وتضيف الصحيفة بأن «أساليب القبضة الحديدية القمعية الجديدة تأتي رداً على تطور المقاومة العراقية للاحتلال كماً ونوعاً». وتذكر الصحيفة بعض ممارسات العسف والقمع التي تمارسها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق من مداهمة البيوت واقتلاع الأشجار وهدم البنايات متذرعة بأنها « توفر المخابئ للفدائيين». وتقول الصحيفة أنه رغم نفي القيادة العسكرية للاحتلال الأمريكي في العراق «استخدام النموذج الإسرائيلي» إلا أنهم يعترفون بأنهم يتدربون على أيدي القوات الإسرائيلية وأنهم «استفادوا من التجربة الإسرائيلية في تدريبات خاصة ومكثفة حتى قبل بدء الغزو». ونسبت الصحيفة إلى العميد في الجيش الأمريكي مايكل فان قوله «استفدنا كثيراً من التجربة الإسرائيلية في مواجهة الفدائيين فقد كنا حديثاً في إسرائيل وراقبنا ميدانيا عن كثب مواجهة القوات الإسرائيلية ل»الإرهابيين» في المدن». فيما قال الرائد في قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، تود براون «عليك أن تفهم العقل العربي الذي لا يحترم إلا منطق القوة المفرطة» في صدى مريع للتعبيرات العنصرية التي يستعملها الاحتلال الإسرائيلي. وأعرب نائب رئيس معهد كاتو للأبحاث في واشنطن، تيد كاربنتر عن خشيته من أن ينتهي الاحتلال الأمريكي للعراق في نهاية المطاف «إلى التصرف بنفس الأساليب القمعية والتي تزداد سوءا مع كل يوم لأن من الطبيعي أن تزداد المقاومة للتخلص من الاحتلال مع كل يوم ، بغض النظر عن حسن النوايا الأساسية للاحتلال إن كانت موجودة في الأصل». وقال «لقد شهدنا ذلك في الجزائر، وشهدناه في أيرلندة، ونشهده كل يوم ومنذ سنوات طويلة في الصراع القائم بين الاحتلال الإسرائيلي من جهة، والمقاومة الفلسطينية من جهة أخرى».