رام اللّه غزةالقدسالمحتلة (وكالات): يتوجّه الناخبون الفلسطينيون اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للسلطة الفلسطينية خلفا للرئيس الراحل ياسر عرفات فيما لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفرض القيود والتضييقات على تحركات بعض المرشحين وحتى المراقبين الدوليين مما ضاعف من احتمالات عدم تمكن آلاف الفلسطينيين من الوصول إلى صناديق الاقترع بفعل الحواجز الإسرائيلية. وأكدت اللجنة المنظمة للانتخابات أن قوات الاحتلال ما زالت تعرقل العملية الانتخابية حيث يشكل الوضع على الحواجز بين المدن والمناطق الفلسطينية نموذجا لمعاناة تزداد يوميا. ولم يسلم المراقبون الدوليون من هذه الممارسات فقد منعت سلطات الاحتلال عددا منهم من دخول المناطق الفلسطينية ولكي يضمن الصحفيون الأجانب ممارسة عملهم بشكل مريح والتنقل بسهولة بين المدن فعليهم الحصول على تصاريح خاصة تضمن لهم تجنّب الإذلال اليومي الذي يتعرض له الفلسطينيون. خداع إسرائيلي وهدّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس بإعادة النظر في قرارها وقف عملياتها العسكرية في أراضي الحكم الذاتي الفلسطينية بمناسبة انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية متذرعة بمقتل أحد جنودها أمس الأول في هجوم فدائي للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن هذا التهديد نقله إلى السلطة الفلسطينية دوف فايسغلاس مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون عن طريق الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر والوزير الفرنسي الأسبق النائب الاشتراكي الأوروبي ميشال روكار. ويشارك هذان المسؤولان في مهمة المراقبة في الأراضي الفلسطينية بمناسبة الانتخابات. وكانت السلطات الإسرائيلية قد أصدرت أوامر للجيش المتمركز في الأراضي المحتلة منذ منتصف الليلة قبل الماضية بالحد من تحركاته في الساعات ال72 المقبلة لتسهيل إجراء الانتخابات. وزعم مصدر أمني إسرائيلي أن سلطات الاحتلال تعهدت بالتخفيف لمدة 72 ساعة بموجب اتفاق مع الفلسطنيين حتى يتسنّى لقوات الأمن التابعة لهم تولي المسؤوليات في المناطق ذات الصلة مضيفا إذا فشلوا في التجاوب بصورة جيّدة فليس لدينا أي خيار سوى التحرك حسب تعبيره. لكنّ هذا التهديد لا يعني أن سلطات الاحتلال بدأت فعلا في التخفيف من قيودها على تحركات الفلسطينيين حيث أكد صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني أمس أن إسرائيل لم تخفّف من إجراءات الإغلاق التي تفرضها على قطاع غزّة والضفة الغربية موضحا أن السلطة الفلسطينية طلبت من المراقبين الدوليين التدخل لدى الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ تعهداتها في هذا الشأن. وقال عريقات إن الوضع على الأرض على ما هو عليه فالتصعيد الإسرائيلي مستمرّ والحواجز مستمرة. ودعا عريقات حكومة الاحتلال إلي احترام تعهداتها وإزالة الحواجز والانسحاب حتى يتسنى للشعب الفلسطيني إجراء انتخابات حرّة ونزيهة. ودعا عريقات أخيرا الفلسطينيين إلى الخروج إلى صناديق الاقتراع رغم الظروف الصعبة ورغم الاحتلال ورغم كل ما تقوم به إسرائيل. وأقرّ المدير التنفيذي للجنة المنظمة للانتخابات عمار دويك بأن الانتخابات تجري تحت احتلال عسكري وهو ما يعني معادلة صعبة جدا توازن بين حرية الانتخابات وإجراءات الاحتلال. تحديات أمام عبّاس واعتبر المسؤول الأمني الفلسطيني البارز جبريل الرجوب أمس أن على عبّاس الذي تظهر استطلاعات الرأي تقدمه على باقي المترشحين مواجهة تحديات فورية. وأوضح الرجوب أنه سيتعيّن على عباس التوصل إلى اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية حماس والفصائل الأخرى بشأن توحيد مواقفها وإنهاء الفوضى وإعادة تنظيم حركة فتح وإضفاء الديمقراطية عليها. وكانت حركة حماس اعتبرت أن هناك رغبة إسرائيلية ودولية وإقليمية بأن يكون عباس هو الفائز في انتخابات رئاسة السلطة. وقال عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال إن الانتخابات مفصلة على مقاسات عباس وإن هناك رغبة إقليمية ودولية في أن يكون هو لا غيره رئيسا للسلطة.