التاريخ تصنعه الشعوب، والشعوب لن تموت، فهي قد تخسر المعارك وتتلقى الضربات الموجعة ولكنها لن تقهر لأن ارادتها من ارادة الله. وهذه الأمة بالرغم من كل الهزائم التي لحقت بها في تاريخها الطويل ظلت تمتلك ارادة المقاومة والاصرار على المقاومة. ومهما يكن حجم الحدث الذي يلمّ بها فهي قادرة على تجاوزه دائما لأن القضية ليست قضية شخصية أو فردية بل هي قضية الملايين. والملايين سرعان ما تسترد أنفاسها التي حاولت الحادثة خنقها ويعود لها الوعي بعد بغتة الحدث. وكل من يتصور أن المقاومة مقاومة اي شعب وفي كل بقعة من بقاع الارض مرتبطة بشخص مهما عظم قدره واهم وغير ملم بتاريخ الشعوب. ولكل جواد كبوة كما يقول المثل وكبوة الشعب العراقي والشعوب العربية الاخرى لن تطول. وكم من القادة والزعماء الذين اغتالهم أعداء هذه الأمة على مدى الزمن الا ان جذوة المقاومة ظلت مشتعلة. فعلى طول الساحة العربية تمكنت قوات الغزو والبطش من تصفية العشرات من رموز المقاومة واعتقدت انها أخمدتها وقضت على روح المقاومة وأحكمت سيطرتها على هذه الامة وقبرت أحلامها في الحرية والكرامة. والامثلة على ذلك لا تعد في كل قطر من أقطار هذه الامة فقد اعتقدت الدوائر الاستعمارية الفرنسية بعد قتل الزعيم حشاد وغيره من قبل انها دجنت الشعب التونسي كما اعتقدت نفس تلك الدوائر من قبل انها بالقبض على الأمير عبد القادر في الجزائر دفنت رغبة الشعب وحقه في الحرية، وهكذا في كل بقعة عربية عملت قوات الاحتلال على التخلص من رموز المقاومة بأشكال مختلفة، ولكن الشعوب كان اصرارها على مقاومة المحتل ودحره يشتد ويتجدد. وذلك ليس بالامر الغريب وانما هو من طبيعة الشعوب ومن منطق الأشياء وسنّة الحياة. فليس هناك شعب في الارض يرضى بالاحتلال ويستسلم له. والمستقبل سيحمل الجواب الاصح.