اللعنة بقلم : جمال الدين الكرماوي في أرض الأنبياء... تسيل الدماء أنهارا... من العراق إلى فلسطين رفعت البركات وحلت اللعنة واستفحل الظلم. وهذه القوة العظمى تمسك بعصا موسى تضرب بها يمنة ويسرة ولا تصيب إلا العرب والمسلمين... فوضى عارمة في العراق والبلاغات الرسمية الأمريكية تعبر عن ارتياحها للأوضاع وتتبجح بالتطور الملحوظ... تقولها وهي هاربة إلى الأمام ولا تسترد الأنفاس لتعد قتلاها... من يتصور أن القوة التي غزت القمر قبل ثلاثين عاما لا تقدر على اعادة الكهرباء لبغداد وأحوازها... وكيف يحافظ المحتل على الأمن في العراق وهو بذاته لا يقدر على حماية نفسه... طبعا لا أحد يذكر أصل الحكاية... ومن البداية... لا أحد يتذكر لماذا هذه الحرب؟ ولماذا هذا الاحتلال؟... قلت أسلحة دمار شامل؟! من قال أسلحة دمار شامل؟! وكأن الجميع فقدوا الذاكرة ومن حاول أن يتذكر أو يذكر هددوه وألبسوه عبارة »أزلام صدام«... تماما كما يتم تجريم كل من يقول أن اسرائيل دولة مغتصبة وكيان ظالم... وقتها يصبح الناطق بها معاد للسامية وتنزل اللعنة عليه وعلى الذين خلّفوه... وهناك... في فلسطين فوضى أخرى تزيد في عذابات الشعب الفلسطيني وسباق مجنون نحو الكارثة... ومرة أخرى تمتد عصا موسى لتقرر من الظالم ومن المظلوم وتنصر المحتل الذي يغتال آخر أمل في المنطقة... الحق حق والباطل باطل مهما برعت وسائل الاعلام الغربية في المغالطة وخلط الوقائع... ولكن العرب النائمين على حقدهم أو على عمالتهم لا يدركون الى الآن أنهم في مفصل تاريخي سيحيلهم إلى كوارث أكبر والقادم أعظم... أما حكاية الديمقراطية فتلك حكاية أخرى... تسعون في المائة من الأوروبيين كانوا ضد الحرب... ومع ذلك وقعت... ويقولون أن الرأي العام له وزن في هذه الديمقراطيات... تماما كما هو رأي الأممالمتحدة في القرارات الدولية... إن ما يحدث في أيامنا هذه لهو خير مغذ للتطرف ومزيد الحقد والعنف وردود الفعل اليائسة... ومن يريد تقسيم العالم الى طيّبين وأشرار سيجد ضالته في كل زاوية من زوايا العالم.. ولكنه لن يهدأ له بال ولن يعرف طعم الأمان... إنها الفوضى وكفى...