علي ناصف الطرابلسي فنان استثنائي ليس في عمله الفني فقط وانما في حياته أيضا فهذا الفنان اختار التفرّغ للفن بعيدا عن الحلقات والظهور فهو قليلا ما يتحدّث عن الفن وقليل الظهور في الاعلام. لكنه حين ينظّم معرضا يحقّق الحدث الثقافي لذلك كان معرضه الحالي الذي يحتضنه رواق كاليستي بسكرة حدثا ثقافيا بارزا بعد غياب سبع سنوات اذ كان معرضه الاخير سنة 1996 من أبرز المعارض التي شهدتها الحياة الثقافية اذ اختار هذا الفنان الخارج عن السرب مهنة صعبة ذلك ان في اعماله الكثير من الحرفية ليس بالمعني الفني ولكن بالمعنى التقني فهو يجمع بين الابداع الفني والجانب الحرفي. معرض علي ناصف الطرابلسي استغرق 5 سنوات من العمل اذ ليس من السهل ان يطوّع الخشب ليحوّله الى اشكال فنية رائعة الجمال انطلاقا من أبيات في الشعر العربي الغزلي وشعر الحكمة... فهو يجمع في هذا المعرض الجديد بين الخطوط والنحت ولعل المصطلح الذي أطلقه عليه منصف المزغني بقوله «الحرّاف» علي ناصف الطرابلسي هو المصطلح الاقرب للتعبير عن الصفة الممكنة لهذا الفنان الخارج عن المعتاد. وذكّرنا الطرابلسي في معرضه الحالي بالمدرسة العراقية التي اعتنت اساسا بالحروف والتراث العربي واعادة احياء الواسطي وغيره من الخطّاطين العرب... الرحلة في عالم علي ناصف الطرابلسي رحلة في الشعر وفي الكلمات. واذا كنا عرفنا علي ناصف الطرابلسي كصاحب منسوجات حائطية بديعة فإننا نكتشف فيه هذه المرّة فنّانا عاشقا للشعر قادرا على تحويل الكلمات المجرّدة الى أعمال فنية بديعة. عندما تدخل معرض علي ناصف الطرابلسي وتكتشف أعماله التي فاقت العشرين تشعر أنّك بصدد تصفّح كتاب شعر وحكمة وأمثال عربية حوّلها ابداعه وموهبته الكبيرة من حروف الى أشكال نحتية خالدة.