قال المعلم السلام عليكم... درس اليوم له علاقة برأس السنة بعد أن داسنا العام برجليه ها نحن نحتفل برأسه. في بطنه دفن العرب آخر دعواتهم على الاعداء بالدمار فدمرونا وعلى نسلهم بالانقطاع فتجولوا في عواصمنا وعلى أجيالهم بالطاعون فها أن طاعون الخوف يعشش فينا... في مثل هذا اليوم من كل سنة تقف الرؤوس المحنية الفارغة صفا واحدا للرد على التحديات.. في صف يبدأ أمام بائع المرطبات وينتهي في الأحواز.. وأحيانا يحتاج التهافت الى عون أمن ينظم الأمور وهو غير مصدّق... واذا كان العربي في الخليج يتساءل «كيف نعيش بلا كابريس» فإن المواطن التونسي يتساءل كيف يمر رأس السنة بلا «خبزة قا طو»... فالخبزة «الشعبية» يزيد سعرها كلما زاد حجمها.. تباع بالمتر.. والخبزة البورجوازية كلما صغرت كلما زاد ثمنها... والسبب هو أن الأولى خبزة محشوة بالفرينة والثانية ما شاء الله محشوة بمرتب موظف مبتدئ... مكسرات منتقاة اذا سمّيتها فقط سال لعابك... ولأنه أصبحت القضية مبدئية كما الحال في عيد الاضحى فإن خبزة القاطو صارت مطلبا قاعديا أساسيا لا يقدر وليّ أن يتنصّل منه مهما برر ذلك بغلاء الأسعار وتدنّي الدولار... وحتى يرد العرب على المغالين الذين يرون عيبا في تقليد الغرب المستهلك جدا بإمكانيات متوفرة جدا فإنهم يقولون ان الغرب أيضا يمارس تقاليدنا... فالجيش الأمريكي مثلا تناول عصيدة الزقوقو في المولد النبوي في قلب بغداد.. والبريطانيون يستعدون في البصرة لعيد الاضحى ليواصلوا «تشوشيط» الرؤوس على قارعة الطريق. وشارون سيؤدي صلاة العيد في المسجد الأقصى.. أليس من العدل اذن أن نعاملهم بالمثل... جميل أن نتقبل التهاني ونوزع الاماني في مثل هذه المناسبات ولكن الكلمات فقدت معناها.. فالعام الذي نشعر فيه بالضيم يأتي العام الذي يليه أسوأ فنترحم على العام الذي مضى.. والأفضل اذن ان نبتكر تهاني أكثر واقعية كأن نقول دفع الله ما كان أعظم أو «ان شاء الله هذاكه حدا الباس». وختم المعلم بقوله «والسلام عليكم» ثم خرج مسرعا لأن الصف طويل جدا أمام بائع المرطبات... وكل عام وأنتم في أول الصف.