حرب عالمية على الحقيبة المدرسية الاخصائيون يحذرون من تشوهات ومضاعفات خطيرة تونس الشروق مع بداية كل عام دراسي يتجدد الحديث عن الحقيبة المدرسية التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على صحة أبنائنا بسبب ثقلها... وفي كل عام تتأكد المخاطر وتزداد التحذيرات ومع ذلك ما زالت الأكتاف الصغيرة تتحمثل هذا العبء الثقيل وتئن تحت وطأته ولا شيء يتغير غير الأشكال والألوان... الظاهرة تمثل "معضلة عالمية" مطروحة حتى في أكثر الدول تقدما، وهو ما تجسده التحذيرات والدراسات الصادرة بهذا الشأن. تحذيرات ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية أطلق فريق من الباحثين تحذيرا أكد فيه أن الحقائب المدرسية الثقيلة تسبب الأذى لمناطق الظهر والرقبة عند الأطفال قد ينجم عنه عجزا واعاقة دائمة. وقال العلماء أن حوالي ربع التلاميذ تحت سن الرابعة عشرة يحملون الحقائب المثقلة بالكتب والدفاتر التي تزن أكثر من 20 من أوزانهم. وحذر باحثون من زيادة الأوزان التي يحملها الطفل وهو ما يتسبب في اصابته بمشكلات وآلام الظهر... مشيرين الى أن الاصابات الناتجة عن حمل الحقائب الثقيلة قد تجاوزت الضعف في السنوات الخمس الماضية. ويوضح الأطباء أن العمود الفقري عند الأطفال يكون في مرحلة النمو وحمل حقائب ثقيلة لفترات طويلة قد يسبب آلاما مزمنة ومشكلات طويلة الأمد على امتداد الفقرات من الرقبة إلى أسفل الظهر. كما بينت احدى الدراسات التي أجرتها كلية جورجيا الطبيبة حول آلام الظهر بين المراهقين أن الجسم يحاول المحافظة على مركز كتلته بين الأقدام، ومع وجود حمل ثقيل يكون الجذع في وضع أمامي أكثر مما يسبب ضغطا وقوة كبيرة غير طبيعية على العمود الفقري.. وهذا يتطلب دفع الرأس إلى الأمام والنظر إلى أسفل، وعند رفع الرأس الى أعلى لتخفيف هذا الضغط يكون جزءا من الرقبة منحنيا بدرجة كبيرة مما يحدث توترا شديدا عليها. وفي النمسا أكدت دراسة نشرت نتائجها مؤخرا أن أمراضا وتشوهات في العمود الفقري والمفاصل بدأت في الانتشار بين تلاميذ المدارس نتيجة الأوزان الثقيلة للكتب والكراسات التي يحملونها من والى المدرسة. وقالت الدراسة أن مجموع ما يحمله الطفل النمساوي سنويا من الكتب والدفاتر يتراوح بين اثنين وثلاثة أطنان. مضاعفات بالجملة »الشروق« اتصلت بأحد الاخصائيين في أمراض العظام والذي أكد أن وزن الحقيبة الزائد يعرض الأطفال للإصابة بآلام في الرقبة والذراعين والكتفين والظهر وحتى القدمين وقد تؤدي على المدى الطويل الى تشوه الهيكل العظمي والعمود الفقري عند الطفل ويشير هذا الاخصائي الى أن الخطر يكون مضاعفا اذا حمل الطفل حقيبة ثقيلة على أحد كتفيه وليس خلف الظهر حيث يؤدي الحمل الخاطىء مع الوزن الثقيل الى زيادة احتمال الاصابة بامراض الظهر الى 30 كما أن حمل الحقيبة على كتف واحدة يسبب انحناء جانبيا كما يؤدي الى سير الطفل بطريقة غير طبيعية. ولتجنب هذه المضاعفات ينصح أن لا يحمل أكثر من 5 الى 10 من أوزان أجسامهم وأن يستخدموا الحقائب المزودة بأحزمة وأربطة على كلا الكتفين، أو تلك المزودة بحزام حول البطن مما يساعد على نقل جزء من الثقل من الظهر الى البطن. بدائل مطروحة وللحدّ من تفاقم هذه المشكلة يطرح المختصون الآن في الدول الغربية مجموعة من البدائل لتخفيف العبء على التلاميذ منها على سبيل المثال تقسيم الكتاب المدرسي الى جزأين بحيث لا يضطر التلميذ الى حمل الكتاب كاملا، حل آخر يرتبط باستجابة المدرسين وهو تحديد المادة التي سيتم تدريسها في الحصة المقبلة بدقة بحيث لا يضطر التلميذ الى حمل كل الكتب والدفاتر الأخرى. وهنالك بعض الحلول التي بدأت تطبق في بعض الدول الغربية خاصة تلك التي أصدرت تشريعا ملزما بعدم اجبار التلاميذ على حمل حقائب يزيد وزنها في المتوسط على 10 من أوزانهم مثل بعض الولايات في أمريكا والبرازيل ومنها توفير خزانة صغيرة لكل تلميذ في المدرسة بحيث يضع فيها كتبه ودفاتره ومستلزمات الأنشطة الرياضية وفي بداية كل حصة يأخذ الطالب ما يحتاجه من كتب ودفاتر ثم يعيدها ولا يحمل معه سوى ما يحتاجه للمذاكرة في المنزل".