تونس - الصباح حذر مختصون في جراحة العظام وتقويمها من تنامي مخاطر إصابة التلاميذ الأطفال والمراهقين بأضرار في العمود الفقري جراء ارتفاع وزن الحقيبة المدرسية. وشدد الأطباء على ضرورة حسن اختيارها والتركيز على خفة محتوياتها وعلى كيفية حملها باعتبارها هذه الأيام إحدى الضروريات التي تتزامن مع تصاعد نسق الاستعداد للعودة المدرسية التي باتت قاب أسبوع أو أدنى. ودعا الدكتور ماهر بن غشام رئيس قسم جراحة الأعضاء للأطفال والمراهقين بمستشفى الأطفال بباب سعدون والأخصائي في جراحة العمود الفقري الوالدين إلى حسن تعليم أبناءهم الطريقة المثلى والصحيحة لارتداء الحقيبة المدرسية مع بدء العام الدراسي الجديد. كما أكد الأخصائي في جراحة الأعضاء والعمود الفقري أهمية الحرص على حسن اختيار الحقيبة المدرسية وضرورة تفادي بعض السلوكيات التي تبني هذا الاختيار بالإساس على سعر الحقيبة وشكلها ومظهرها عموما دون الأخذ بعين الاعتبار عواقب ذلك على صحة التلميذ ومردوده المدرسي طوال العام. وشدد الدكتور على أهمية حسن توزيع اللوازم والأدوات الضرورية في الحقيبة المدرسية بطريقة متوازية ومتوازنة حتى تضمن للتلميذ سلاسة على مستوى عموده الفقري وسلامته. الحقيبة المدرسية وأنذر المختصون في دراسة نشرتها مصادر صحية تزامنا مع فترة العودة المدرسية من السنة المنقضية بعواقب وخيمة تطال العمود الفقري وتتعاظم رويدا رويدا لتشهد حدتها مع التقدم في السن. وأوضح الدكتور ماهر بن غشام أن الإشكال لا ينحصر في اختيار الحقيبة المدرسية فقط بل وفي كيفية حملها وارتدائها أيضا هذا بالإضافة إلى محتوياتها التي يتجاوز وزنها الوزن المنطقي. ولخص الأطباء هذا الإشكال في ظهور اعوجاج في العمود الفقري وانحناءات وآلام تتمركز أسفله والتهابات عضلية على مستوى كتف التلميذ. ويميز الأطباء والجراحون في هذه الحالة بين آلام الظهر الحادة التي تستمر إلى حدود شهر وآلام الظهر المزمنة إذا ما استمرت لفترة أطول من شهر. رفع أثقال ويد من حديد ومعاناة أخرى... من جهة أخرى لاحظ المختصون في جراحة العمود الفقري غياب استقامة طبيعية في الظهر لدى هؤلاء الأطفال الذين دأبوا على حمل حقائب مدرسية أثقل بكثير من قدرة تحمل العمود الفقري لمن هم في مثل سنهم باعتبارها مثقلة بالكتب والأدوات المدرسية. فيجب على الطفل أن لا يتجاوز وزن الحقيبة التي يحملها مليئة بمعداته المدرسية 4 كلغ حسب ما أشار إليه الدكتور ماهر بن غشام. كما أنذر بإمكانية حصول اختلال وظيفي على مستوى العمود الفقري والكتف جراء حمل حقيبة مدرسية على كتف واحدة بصفة يومية. معالم هذا الاختلال بارزة لمن يمعن النظر فيها ولمن يعاني منها فترى الطفل وقد تغيرت مشيته واعوجت طريقة وقوفه أو طريقة جلوسه أو كلاهما معا. ووضح المختصون في مجال تقويم الأعضاء الإشكال فاعتبروه انزلاقات غضروفية تحدث جراء سوء حمل الحقيبة وبمرور الزمن تتضرر الفجوات الموجودة بين عظام فقرات العمود الفقري والسائل الموجود فيها بما يجر المصاب إلى مواجهة مرض أخطر وهو ترقق العظام و هشاشتها. فتضغط المواد المكونة للغضاريف البيفقرية على الأعصاب القريبة منها والمنبثقة عن النخاع الشوكي بشكل غير عادي نتيجة الانحناء والدوران المفرط الذي من شأنه أن يؤدي على المستوى القصير أو المتوسط أو البعيد إلى تلف هذه الأقراص البالغ عددها 23 قرصا وتلف الإسطوانات الصغيرة خاصة منها المادة الليفية المحيطة بالنواة التي تكون كتلة مجمدة وممتصة للطاقة ومقاومة الصدمات وتمتص تغيرات الضغط أيضا. ترقق العظام عينة من أمراض عدة ذكرتها الدراسة التي تمحورت حول آلام الظهر فخصت بالذكر كذلك تمزق الأربطة وتكلس عظام الظهر ومفاصله وعضلاته نتيجة حمل الأثقال كما حذرت من الالتهابات الحادة والمزمنة بالظهر ويتجلى هذا بوضوح عند التقدم في السن ويؤدي إلى الاحتكاك بين الفقرات واحتكاك مفاصل العمود الفقري. وعن الاختلاف الحاصل بين الحقائب المدرسية التي تجر بعجلات أو تلك التي تحمل على كتف واحدة لا سيما على مستوى الظهر أكد الدكتور الجراح ماهر بن غشام أن أفضل الحقائب تلك التي تحمل على الظهر على أن يتوازن ثقلها على الكتفين معا حتى يسهل حملها وشدد على أهمية خفة وزنها مقارنة بوزن التلميذ الجملي. وإن لم يحدد المختص الأوزان المسموح بها عند اقتناء الحقائب مقارنة مع وزن التلميذ الجملي فإن دراسات علمية أجريت حول هذا الموضوع حددت وزن الحقيبة المدرسية بنسبة 10 بالمائة من وزن حاملها الجملي. علما أن معدل وزن الطفل عموما في عمر السادسة أي مع دخوله إلى المرحلة الابتدائية يبلغ عادة 22 كلغ وهذا يعني أن وزن الحقيبة يجب أن لا يزيد على 2.2 كلغ في حين أن معدل وزن الحقيبة الخالية في الأسواق يبلغ نحو 2 كلغ لتمتلأ في مرحلة لاحقة بكتب لا يقل وزن الكتاب عن رطل واحد هذا بالإضافة إلى بقية الأدوات المدرسية الأخرى وهي عينة من ما تزخر به حقيبة التلميذ الذي بات يمارس في غفلة منه رياضات خطرة كرفع الأثقال ليعيش بذلك معاناة أخرى تلخصها أعراض ترتبط مباشرة بعموده الفقري ما يلبث أن يلحظها لاحقا. جنبوا التلاميذ هذه الأعراض يتألف العمود الفقري من 33 فقرة ويمثل الجزء الأمامي منه دعامة الجسم وتحمل الوزن أما القسم الخلفي فهو يضطلع بمهمة تأمين الحركة ويعمل العمود الفقري بواسطة 24 فقرة متحركة و9 فقرات ملتحمة وثابتة لكنها يمكن أن تكون خاضعة للألم في أية لحظة نتيجة تحملها ما لا طاقة لها به من أوزان ثقيلة على غرار وزن الحقيبة المدرسية الزائد والاستخدام الخاطئ لها جراء اتباع عادات سلوكية خاطئة. ملاحظات أولية صاغها رئيس قسم جراحة الأعضاء للأطفال والمراهقين بمستشفى الأطفال بباب سعدون هي بسيطة في ظاهرها خطرة في عواقبها من شأنها أن تشكل مجتمعة أعراضا تؤشر على الإصابة باختلال في العمود الفقري جراء حمل الحقيبة المدرسية من ذلك ركز الدكتور ماهر بن غشام على ظهور انحناء ظهر التلميذ سواء عند الجلوس أو عند الوقوف أو عند المشي أيضا. وتؤيد الدراسات الطبية في هذا المجال ما أدلى به الدكتور الجراح ماهر بن غشام وتضيف إلى الأعراض الإحساس بآلام على مستوى الظهر فتشتد وطأتها أثناء الليل جراء وقوف التلميذ لفترة طويلة من الزمن ونتيجة المشي ولو لمسافات قصيرة في حين يقطع البعض الآخر من التلاميذ في بعض الجهات كيلومترات للوصول إلى مدارسهم. نصائح لمسيرة دراسية مستقيمة دعا الدكتور ماهر بن غشام رئيس قسم جراحة الأعضاء للأطفال والمراهقين بمستشفى الأطفال بباب سعدون الأولياء إلى حسن تعليم الأبناء الطريقة المثلى لحمل الحقيبة المدرسية حتى يتفادوا مخاطر انحناء الظهر. كما أكد أهمية ممارسة الرياضة لضمان توازن العمود الفقري والمحافظة على صحته. وينصح المختصون في طب جراحة العظام التلاميذ بالجلوس في الوضع الصحيح وتفادي حمل الحقيبة إذا ما طال الانتظار أكثر من 5 دقائق على أن لا يتعدى وزن الحقيبة الجملي نسبة 10% من وزن التلميذ. كما دعوا الأولياء إلى استشارة الطبيب المختص مباشرة عند ملاحظة أية من الأعراض السابق ذكرها مع الحرص على ترتيب اللوازم المدرسية في الحقيبة بشكل متوازن بناء على قاعدة الضروري والأقل وزنا. وشددوا على ضرورة أن تغطي الحقيبة المدرسية كامل الظهر على أن تضبط أحزمة الكتف بشكل يتناسب مع طول العمود الفقري وأن لا تكون هذه الأحزمة واسعة لكي لا تتدلى الحقيبة وتشكل ضغطاً على الظهر. ولتفادي التشوهات التي تصيب عمود التلميذ الفقري فإن الأولياء والمدرسون على حد السواء مدعوون إلى الانتباه واليقظة أكثر إلى صحة التلميذ حتى لا يصبح موسم العودة المدرسية موسم آلام الظهر وتشوهات العمود الفقري أيضا.