في زمن الضاد يمرح وجهان.. واحد في الصمت والآخر في الغياب.. * * * في زمن الحصار يهرم الجندي خلف الكبرياء ويستشهدفي القبيلة آخر الأطفال.. * * * في زمن التردّد بين العزّة والعار يرقص النائمون في طقوس النّار * * * في زمن الكسوف العربي ألف شمس تلعن الأقدار.. * * * في زمن الصعود يرحل وجه الآخرين ونُمعن الغفلة في المساء.. * * * في زمن التردّي يزهر الرصيف الغربي ويقفر ا لشارع العربي.. * * * في زمن الحضارة ا لأخرى مازلنا نجرّب فحولتنا ونحلم بأجمل النساء.. * * * في زمن الصراخ الكبير تخرسنا الدهشة الأولى كصبية بلهاء.. * * * في زمن السرعة القصوى مازلنا نعشق شكل المقاهي ونبدّد كلّ ساعة في عتمة الفنجان.. * * * في زمن يمضي وآخر يأتي نسأل نساءنا عن مواعيد السرير ونرجو الرحمة من الإله.. * * * في زمن السؤال عن أساطير السلام تطلّ النكبة من الغيب ويحلم الحالمون بآخر المعجزات.. * * * في زمن الهذيان الجماعي نخفي مرايا الشمس ونُسدل القناع.. * * * في زمن الغثيان نكره أن ننعت الحقائق بالأسماء.. * * * في زمن الغبار نخفي النهار بألف لون ونجلس كل ليلة في شرفة الأقمار.. * * * في زمن البحث عن الجدوى نغامر خلف أحداق البريق ونقتات بقايا الذاكرات.. * * * في زمن الآخرين نخفي دفاتر أسمائنا بألف ظلّ يُعار.. * * * في زمن الرثاء تنعى قصائدنا الشمس في مدن القرفصاء.. * * * في زمن الموت الأخير نزور مقابرنا في العيد ونذكر خطايانا ثم نحترف الحياة.. * * * في زمن السقوط نكره أن نمضي إلى المدى نرفض سير المسافات بدون حذاء.. * * * في زمن الخرافات يعجبنا الانتشاء بالدفء خلف مواقد الشتاء.. * * * في زمن غيبوبة العقل يمضي المجانين في حكاياتنا كآخر العقلاء.. * * * في زمن الجنون يكابد العقل محنة أصحابه ويغادر موعد اللقاء.. * * * في زمن الخجل العربي يغفو الكبرياء في ظلال وجوهنا كل مساء.. * * * في زمن الهزل نُحسن كلّنا الضحك المجرّد من الرّداء.. * * * في زمن التحرّر والقيود نعدّد في أفواهنا الأمنيات ونستلّ من الصخر البقاء.. * * * في زمن النكبة الكبرى نمسح محنتنا بطقوس الدعاء.. * * * في زمن الحديث عن شكل المصير نرسم في عيوننا فرحة الطفل بأبطال الفضاء.. * * * في زمن الرحيل إلى الضباب نوقد شموعنا الشقراء ونلعن نار الصحراء.. * * * في زمن مجالسنا فيه موائد ترف ورقص وغناء ماذا نتقن أكثر من بوح العناء.. * * * في زمن اللعنات تكبر أحزاننا الصغرى في ذاكرة الأشلاء.. * * * في زمن الضياع تغمرنا الحرائق ونُصاب بالإغماء.. * * * في زمن كهذا تمضي حكايتنا بألف سؤال