الازمة حدثت مؤخرا في اتحاد الكتاب التونسيين بين الهيئة وعدد كبير من الاعضاء احتجوا على تأجيل المؤتمر انتهى برفض أعضاء لجأ ثلاثة منهم: ظافر ناجي وعادل معيزي ومحمد الهادي الجزيري الى المحكمة هذه الازمة أعادت طرح سؤال كبير في الشارع الثقافي حول علاقة الكتّاب باتحاد الكتّاب. فحين نتصفح قائمات أعضاء الاتحاد نجد عددا كبيرا من الكتّاب التونسيين خارج الاتحاد. اما انسحبوا بعد تجربة فيه أو لم ينتموا اليه أصلا. ففي قائمة المنسحبين في فترات متباعدة نجد منصف المزغني الذي استقال من الاتحاد في مؤتمر 1986 بعد أن اكتشف أن هذه المؤسسة بتركيبتها آنذاك لا تستجيب لما يراه وحتى بعد مغادرة محمد العروسي المطوي شفاه الله لم يعد للاتحاد وظل على موقفه. في قائمة المنسحبين نجد أيضا محمد أحمد الابسي الذي انسحب مع المزغني في نفس الظرف وبعدهما بسنوات انسحب حسن بن عثمان الذي يرى أن ظاهرة الاتحادات في العالم العربي والعالم الثالث كانت متماشية مع النمط الاشتراكي الذي انتهى ويرى أيضا أن الكاتب الحقيقي لا يحتاج الى كل مثل هذه الاتحادات لأن مجاله الحيوي هو الورقة والنص وليس المعارك الانتخابية. الدكتور الهادي خليل استقال من الاتحاد منذ سنوات بعد أن اكتشف أنه لا يضيف له شيئا وإذا كان هؤلاء قد استقالوا من الاتحاد فإن هناك من الكتّاب من لم يدخله أصلا مثل آدم فتحي الذي لم ينخرط فيه في أي يوم وكذلك خالد النجار ومحمد العوني وهشام جعيط ومحمود المسعدي والطاهر لبيب ومحمد الهادي بن صالح فكل هؤلاء لم ينخرطوا في الاتحاد ولم يساهموا في أي يوم في صراعاته ولا مؤتمراته. كما نجد آخرين استقالوا منه مثل سليم دولة وكمال بوعجيلة وعبد القادر بالحاج نصر. فكل هؤلاء اختاروا الخروج من الاتحاد أو عدم دخوله أصلا معتبرين أن الخطأ ليس في هيئة مديرة أو أخرى ولكن في تركيبته أصلا إذ أن الكاتب لا يحتاج لهذه الهياكل ليثبت جدارته بصفة كاتب وكل من يتمسكون بالاستمرارية في الهيئات المديرة يعني أنهم اما فشلوا في مشروعهم الادبي أو أن حماسهم للكتابة محدود وغير حقيقي.