الدكتور حمد خالد شعيب باحث مصري في مجال التراث الشعبي له اهتمامات كبيرة بالفولكلور والموروث الشعبي في صحراء مرسى مطروح ويسعى منذ سنوات لدراسة التواصل الهلالي في الصحراء العربية بين صحارى اليمن ومصر وليبيا والخليج العربي والجزائر. شارك في الندوة الفكرية : الشعر الشعبي بين الحداثة والتقليد وفي مهرجان الصحراء الدولي وهناك التقته «الشروق» . * كيف تعاملت الجامعات مع التراث الشعبي... هل أخذ ما يستحق من اهتمام؟ الاهتمام بالموروث الشعبي بدأ في مصر في الخمسينات 1951 بدأ مع عبد الحميد يونس رحمه الله الذي أثبت دراسات الفولكور ونشر كتب وسنة 1992 أسس المعهد العالي للفنون الشعبية هذا المعهد يمنح الماجستير والدكتورا. وصلنا الى مرحلة أصبح فيها التراث الشعبي محل اهتمام في الدراسات العليا... في كلية الآداب هناك قسم للأدب الشعبي... هذا بالنسبة لمصر ويحاول الخريجون العودة الى محافظاتهم وتعميق الاهتمام بالفنون الشعبية والعادات والتقاليد والمعتقدات والأساطير وكل ما يتعلق بالذاكرة الشعبية. أنا في محافظة مرسى مطروح أقوم بهذا الدور... يمكن أن ننجز برنامج للكمبيوتر في الفنون الشعبية في الرقص مثلا أعدنا صياغة بعض الرقصات الشعبية بطريقة حركية فيها الكثير من الجمالية. * هناك اهتمام غربي بالعالم العربي وبالبدو خاصة كيف تفهم هذا الاهتمام؟ في اعتقادي أن الغرب يدرس العالم العربي حتى يستطيع أن يتعامل معه. والمدهش أنهم وظفوا موروثنا أكثر منا، فانوس رمضان مثلا يصنع في الصين وبأقل ثمن. الغرب يتعامل معنا كسوق. الغرب ينفق على الجمعيات الأهلية في العالم العربي بشكل كبير، سرقوا منا كل شيء، عندما تبحر عن الأنترنات ستكتشف أن هناك 400 حكاية شعبية مصرية سرقوها... الغرب يملك كل الأوراق ليدير اللعبة السياسية. * اسرائيل تحاول تشويه التراث الشعبي الفلسطيني كيف ترى سياستها في هذا الاتجاه؟ هناك حملة اسرائيلية الآن تقول أنهم بنوا الاهرامات مع موسى عليه السلام، اسرائيل سرقت الذاكرة وأنا أعتقد أن اسرائيل في حدود 2010 أو أكثر بقليل كأنها دولة عربية في العادات والتقاليد. الآن يأخذون سلالات من الإبل ويهجنونها. يمكن أن تفاجىء العام القادم بسباق للمهاري أو للخيول ونحن للأسف الشديد لا نخطط لشيء في حين أن اسرائيل لها مشاريع واضحة قد تؤجلها حتى بعد عشرين عام لكنها لا تتخلى عنها. * ما حدث في العراق، كيف ستكون تداعياته؟ أنا حزين جدا لما حدث في العراق، الغرب يدرك أن العراق عمود أساسي في العالم العربي ومن يحاول أن يدافع عن كيانه أو ثقافته تسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها الى سحقه لفائدة اسرائيل المغروسة في قلب العالم العربي بعد العراق هناك دول عربية أخرى في القائمة وأخشى ما أخشاه أننا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض، وحتى المتشدقين بالسياسة يهملون هذه الجزئية يوم القاء القبض على الرئيس العراقي صدام حسين كان درسا للعرب في درجة الاهانة التي يمكن يعاملوا بها بغض النظر عن الموقف منه، فهو رئيس عربي لماذا نضيف طعنة أخرى للجمل عندما يسقط؟ على الأقل نرفع أيدينا أقل شيء يمكن أن نفعله فلنلتزم الصمت لأن الصمت أفضل من الكلام. * كيف ترى دور التراث الشعبي في مواجهة العولمة؟ الفولكلور مقسم الى عدة أبواب : العادات والتقاليد المعتقدات الشعبية الثقافة المادية والفنون الشعبية والأدب الشعبي... هذه أقسامه والقسم الأساسي فيه هو الرابط بين أبناء الصحراء في الوطن العربي هو الشعر لأنه ديوان العرب. نستلهم من الموروث ما نوظفه لكي نواجه هذه الطفرات التي أحسبها أقوى من مشينا نحن البطيء بين الموروث الشعبي. لكن دائما الجذور هي التي تبقى دائما، كل منطقة لها موروثها وهويتها الخاصة التي تميزها عن المنطقة الأخرى. لكن أنا أتحدث تحديدا عن الموروث الشعبي في الصحارى العربية وفي صحراء محافظة مطروح في جمهورية مصر العربية على حدود الجماهيرية الليبية هذا الموروث الشعبي نوظفه ونقدمه في شكل متعايش مع العصر. في الفترة الأخيرة قمت باحياء فكرة المؤدب الذي يعلم الأطفال بالألواح على الطريقة القديمة بعد أن كادت تنقرض... ثقافة الهمبورغر لا تستطيع أن تمحو تراثنا الشعبي اذا كنا متمسكين بجذورنا وأنا تحضرني مقولة لغاندي : دعوا كل الثقافات تدخل شريطة أن لا تقتلعنا من جذورنا، إذا كنا نتمسك بجذورنا فهذا لا يعني أننا غير قادرين على مواجهة الآخر : نحن نواجه الآخر بأساليبنا نحن. حتى الصناعات التقليدية كادت تنقرض فبعثنا كان لحفظ الموروث الشعبي البدوي. في تونس أعتقد أن مهرجان الصحراء الدولي في دوز هو عرس للموروث الشعبي لن نستطيع مواجهة الآخر ما لم نتمسك بجذورنا. في محافظة مرسى مطروح أصبحت المطاعم تقدم الأكلات الشعبية وحتى في طريقة الأكل من خلال استعمال المائدة الصغيرة التي نسميها الطبلية.