أكد مسؤول أمريكي صحة رواية وزير المالية الأمريكي السابق بول أونيل حول مطالبة الرئيس الأمريكي جورج بوش فور تسلمه السلطة بوضع خطط لغزو العراق والإطاحة بنظام حكمه. ونقلت شبكة التلفزيون الأمريكية «إي بي سي» عن المسؤول الذي لم تفصح عن هويته والذي حضر جلسات مجلس الأمن القومي عقب تنصيب بوش في شهري جانفي وفيفري 2001، هو عضو في مجلس الأمن القومي قوله «إن الرئيس بوش أمر المسؤولين في البنتاغون باستكشاف الخيارات العسكرية بما في ذلك استخدام قوات برية. وقد تجاوز بذلك محاولات حكومة كلينتون التي كانت تفتقر إلى الاهتمام للإطاحة بصدام حسين بدون استخدام القوة.» ويقول أونيل في كتابه «ثمن الولاء» الذي وضعه الصحفي السابق في صحيفة وول ستريت جورنال رون سوسكند، أنه منذ بداية حكمه ركز بوش اهتمامه على إسقاط الرئيس العراقي صدام حسين، فيما قال بوش ردا على ذلك إن سياسته في ذلك الوقت كانت مجرد استمرار لموقف حكومة كلينتون. وقال سوسكند أن أونيل وأعضاء آخرين من البيت الأبيض أجرى معهم مقابلات أعطوه وثائق تظهر أنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2001 كانت حكومة بوش تبحث في الخيارات العسكرية لإزاحة صدام حسين من السلطة والتخطيط لفترة ما بعد الإطاحة بالرئيس العراقي بما في ذلك متطلبات ما بعد الحرب مثل قوات حفظ سلام ومحاكم جرائم الحرب ومستقبل نفط العراق. وقال سوسكند في برنامج 60 دقيقة الذي بثته شبكة التلفزيون الأمريكية سي بي إس يوم الأحد الماضي، «إن هناك مذكرات وإحداها تحمل إشارة «سري» بعنوان «خطة العراق ما بعد صدام». وأظهرت وثيقة للبنتاغون بعنوان «الشركات الأجنبية المناسبة لعقود حقول نفط العراق» خرائط بمناطق التنقيب وتحدثت عن العقود من كافة أنحاء العالم من 30-40 دولة والتي كان لها نوايا بشأن النفط في العراق. ونسب إلى أونيل قوله في الكتاب أنه ذهل لأنه ما من أحد في اجتماعات مجلس الأمن القومي سأل لماذا ينبغي غزو العراق؟ وكان كل ما يجري بحثه هو إيجاد طريق للقيام بالغزو. ويقول أونيل «إن هذه كانت النغمة، والرئيس يقول إذهبوا وأوجدوا لي طريقا للقيام بذلك.» ويقول سوسكند أن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد حذر أونيل بأن لا يقوم بهذا الكتاب، وهو ما نفاه رامسفيلد فيما بعد. ويقول أونيل الذي كان بحكم منصبه عضوا في طاقم بوش للسياسة الخارجية والأمن القومي، أنه ذهل في الاجتماع الأول بأنه لم توجه فيه أسئلة قط «لماذا صدام؟ ولماذا الآن؟» واتهم أونيل نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بأنه وسيط غير نزيه وأنه مع مجموعة أخرى هم من الحرس «الإمبراطوري» الذي يطوق الرئيس لمنع وجهات النظر المخالفة لهم، وقال أونيل «إن هذه هي الطريقة التي يحبها ديك». ومن بين الوثائق السرية التي يكشف الكتاب عنها ورقة فيها كلمات مختصرة، موجهة إلى أونيل توجهه للعمل من أجل إبعاد إصبع صدام عن الزناد، بوقف واردات التكنولوجيا العسكرية» إلى العراق. ويرى محللون أنه بغض النظر عما إذا كان الكتاب يستخدم وثائق سرية إلا أنه يعتبر «وجعا في الرأس» بالنسبة للبيت الأبيض، في بداية حملة الانتخابات الرئاسية، حيث يكشف المزيد من محاولات التضليل التي مارسها البيت الأبيض على الشعب الأمريكي في محاولاته تقديم مبررات غير موجودة للحرب على العراق، في الوقت الذي يصر فيه أونيل على أنه لم يهدف إلى التسبب في إحراج بوش.