(مدير مدرسة النصر1 تونس) في خضم التحولات العميقة التي تعيشها الطفولة في بلادنا والتوجهات الجديدة لتحسين مردودية مؤسساتنا التعليمية، تعكف وزارة التربية والتكوين هذه الايام على تدارس مختلف مجالات التعلم بالسنتين الخامسة والسادسة ابتدائي اللتين تمثلان الدرجة الثالثة من التعليم الاساسي. وقد تكونت للغرض لجان على مستوى دوائر التفقد لابراز المآخذ وتقديم المقترحات حول ورقة العمل المقترحة من طرف وزارة الاشراف والمشتملة على مشاريع برامج تهم جميع مجالات التعلم بهذه الدرجة على أن تقدم هذه اللجان التي يشرف عليها متفقدو الدوائر تأليفيا حول ما آلت اليه مداولاتها، يرفع فيما بعد الى الادارات الجهوية التي تقدمه في صيغة منقحة الى الادارة المركزية وقد روعي في هذا المشروع تطبيق اليات المقاربة بالكفايات الاساسية التي وقع تعميمها تدريجيا متبعين تمشيا بيداغوجيا منطقيا يعتمد على التهيؤ للتعلم ثم التعلم المنهجي فالتعلم الادماجي ثم التقويم. وللتأكد من مدى تملك الطفل للكفاية المستهدفة لابد من التقييم ثم التشخيص للوصول فيما بعد الى العلاج وهو المرحلة التي يتم خلالها تذليل الصعوبات الملاحظة بهدف تحسين التعلمات لضمان انجاح مرحلة التعلم اللاحق. ويدخل عمل اللجان المذكورة أعلاه في منظومة متكاملة لتطوير مناهج التعليم في بلادنا بغية القضاء على ظاهرتي الرسوب والانقطاع المبكر ويدخل هذا كله في نطاق تجسيم مبادئ حقوق الطفل في التعلم واكتساب العلوم والتميز فيها حيث نجعله معتزا بذاته وبانتمائه الثقافي والحضاري الى الوطن الذي سيتعايش فيه مع الاخر ليكوّن فيما بعد مجموعة ينتسب اليها ويشاركها في تحسين نوعية الحياة فيها عموما بعد ان يعمل ويتواصل مع الاخرين ليحقق تفاعله مع المجموعة المذكورة وذلك من خلال الانشطة المختلفة التي يمارسها كتكنولوجيات الاتصال والمعلومات، هذا المجال الذي ادرج بالمرحلة الابتدائية ليتسنى للتلميذ التدرب مبكرا على استعمال الحاسوب وقد وقعت تهيئة قاعات تمّ تجهيزها للغرض بالمدارس الابتدائية كما دعي عدد كبير من المعلمين للتكوين في هذا الميدان ليتولوا بدورهم تدريب الاطفال على هذا النشاط الذي تحمس له المربي والولي على حد سواء خاصة وأن وزارة الاشراف جعلت من هذا الاخير شريكا فاعلا ومساهما في انجاح العملية التربوية ومن هنا تبرز اهمية تطبيق المقاربة بالكفايات الاساسية التي تعمل الوزارة جاهدة على ارساء مفهومها لدى المربين من خلال حلقات تكوينية محلية وجهوية تهدف كلها الى العمل على نحت شخصية الطفل وتشبعه بعدة مبادئ من ضمنها المبادرة والعمل الجاد حتى ينشأ على احترام مؤسسات المجتمع المدني وتفانيه في خدمته باكتسابه للعلوم والمعارف.