«ثورة هادئة» سيشهدها منتخب الأكابر خلال الأشهر القادمة... هذا هو الاستنتاج الرئيسي الذي خرجنا به من الندوة الصحفية التي عقدها الان بورت ظهر الاثنين في مقر الجامعة. الندوة انطلقت بكلمة موجزة لرئيس وفد منتخب الأواسط الى مونديال اليونان توفيق بوسعادة أكد خلالها على الانطباعات الطيبة جدا التي خلفها هذا المنتخب سواء من الناحية الفنية أو من ناحية الانضباط حيث لم يطرأ أي مشكل على هذا الصعيد تحديدا وهذا ما سهل النجاح ومكن اليد التونسية من الحصول على انجاز تاريخي بالصعود على منصة التتويج في المونديال. اثر ذلك تحدث الان بورت مدرب الأكابر والأواسط على جملة من النقاط التي ميزت القفزة النوعية لليد التونسية والتي نحوصلها بشكل برقي. تحسن مذهل للدفاع نجاح المنتخب جاء بفضل الموهبة التي يتمتع بها عديد اللاعبين لكن الموهبة وحدها لا تكفي ولا بد من صقلها وتنميتها وقد ركزنا كإطار فني على الجانب الدفاعي باعتباره نقطة الضعف الرئيسية في هذا المنتخب وكان هامش التحسن مذهلا باعتبار رغبة اللاعبين في العمل وقد تجاوزنا النقائص التي طبعت مردودهم في مونديال الأصاغر والتي حرمتهم من الوصول الى نتيجة أفضل. درسنا منافسينا درس الاطار الفني منافسيه جيدا ولم يكن من باب الصدفة الفوز على اسبانيا وتسجيل 31 هدفا في شباكها فقد عرفنا نقاط ضعفها في الدفاع وتمكنا من استغلالها على أكمل وجه.. مردود الحارس صفر كان أيضا رائعا وساعدنا كثيرا. ظروف أفضل كانت ظروف التحضير لهذا المونديال أفضل بكثير من تلك التي توفرت للأكابر في مونديال السويد فالإطار الفني لم يجد اية صعوبة تذكر ولم يهتم الا بعمله وهذا ما سهل المهمة. تفاهم نفي الان بورت أي خلاف مع ثابت محفوظ الذي تم الاستنجاد به في هذا المونديال وقال «لقد كنا نضحك ونحن نسمع في تونس عن سوء تفاهم بيننا». وأضاف «من طبعي العمل بصفة جماعية.. هذا هو أسلوبي وهو لم يتغير في هذا المونديال». لهذا خسرنا نصف النهائي أكد المدرب الفرنسي أن الانهزام أمام الدانمارك في نصف النهائي كان نتيجة للارهاق الذهني والبدني بعد لقاءين قويين مع اليونان واسبانيا واضاف» عندما وصل الفارق الى 7 أهداف قررت بالتشاور مع ثابت محفوظ خفض النسق والتركيز على مباراة مصر للحصول على المركز الثالث وعموما منتخب الدانمارك ممتاز لكن أداؤه أمامنا كان استثنائيا بشهادة مدربه الذي فوجئ بما قدمه لاعبوه. حان وقت التغيير سالت « الشروق « الان بورت ان كان يعتقد في ضرورة اجراء «ثورة «حقيقية صلب منتخب الأكابر وتصعيد أغلب لاعبي الأواسط فقال» أعتقد انه بعد الذي حدث في مونديال السويد لا بد من أخذ قرارات في هذا الاتجاه...بالطبع لن يكون بامكان ال17 لاعبا المتوجين في اليونان الانتماء الى الأكابر لكن عددا هاما سينال هذه الفرصة علما بأن مجموعة من لاعبي الأواسط تنتمي بالفعل الى المنتخب الأول. تلقينا دعوة من البرازيل للمشاركة في دورة ودية خلال شهر سبتمبر والقائمة التي في ذهني ستكون في أغلبها من الأواسط والمحليين». نجوم بلا طموح حول امكانية تتويج المنتخب الوطني بهذا الجيل من الشبان في بطولة افريقيا بالمغرب (2012) المؤهلة الى الاولمبياد أوضح بورت أن المجازفة قد تكون مطلوبة خصوصا وأن جيل اللاعبين الذين برزوا في مونديال 2005 أثبت للجميع أنه لم تعد له طموحات وأضاف بورت «لقد لاحظت ذلك وبدأت أرى الأمور بالفعل بمنظار مختلف وهذا ليس استنتاجا شخصيا بل هو أيضا استنتاج الناس العاملين معي». مرحلة جديدة المعطى الرئيسي الذي خرجنا به اذن من الندوة الصحفية هو أن منتخب الأكابر مقبل على مرحلة جديدة وتغييرات كبيرة حيث سيتم الاستغناء عن بعض «النجوم» الذين تجمد عطاؤهم وأضحى تمثيلهم لتونس أشبه بالترف. الفرنسي قال حول هذه النقطة «أنا ذاهب في عطلة حتى 28 أوت الجاري وسأفكر بشكل عميق في هذا الموضوع وسنتخذ القرارات المناسبة».