فاجأت «الوطنية الثانية» مشاهديها بإعادة بث احدى سهرات مهرجان الموسيقى الروحية الذي اضمحلّ بعد حلّ جمعية أحباء الابداع الموسيقي بقرار من رئيسها الدكتور لطفي المرايحي. ما شدّ الانتباه أن هذا المهرجان الذي اختصّ في الأناشيد والموسيقات الصوفية أعاد الى الأذهان سهرات إبداعية كم هزّنا الحنين إليها.. حيث تسمو الروح في الأفق الرحب في لحظات سامية.. تهفو النفس وتحلق سابحة بكل هدوء وسكينة. لقد كانت المفاجأة ممتعة.. لكن الحسرة كبيرة على «ضياع» هذا المهرجان.. وتلك حكاية أخرى. طاولة وكراسي: سطحية شرعت «الوطنية الأولى» في عرض ما اقترحته من انتاجات درامية قالت بشأنها أن مضامينها مستمدة من الأحداث التي عرفتها بلادنا على امتداد الأشهر الأخيرة. من بين هذه الأعمال «طاولة وكراسي» وكان البحث عميقا لأجل الفوز بنقاط مضيئة في هذه السلسلة رغم القيمة الفنية للمشاركين فيها.. لكن كانت الخيبة حيث كان للسطحية حضورها في المضمون الذي لم يرتق الى انتظارات المتلقي.. حلقة أولى لا حبكة درامية فيها.. ولا أحداث مثيرة تشدّ الانتباه.. ورغم ذلك فالمؤمل أن لا تتواصل هذه السطحية في قادم الحلقات. الكاميرا الانتقالية والمتعة عاد رؤوف كوكة الى التلفزة التونسية بعد غياب قسري امتدّ على سنوات ومعه عادت المتعة مع «الكاميرا الخفية» التي اختار لها هذه المرة «الكاميرا الانتقالية» ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أن رؤوف كوكة هو «مؤسّس» هذه النوعية من المنوعات الهزلية الخفيفة والمرحة إن صحّ التعبير.. فهل نقول لقد عاد الدرّ الى معدنه.. هذا ما نتمناه مع كامل الحلقات.