الشيخ : أحمد الغربي نتناول في هذا الجزء أحوال الرجل المسنّ والكبير وكذلك المرأة المسنة والكبيرة. الرجل الكبير أو المرأة الكبيرة هما اللذان لا يقدران على الصوم، أو لا يستطيعان إتمام كل يوم لهرمهما وضعفهما، وهما يتمتعان بالعقل القادر على التمييز، ولكن يشق عليهما الصيام. ولهذا رخّص لهما الشرع الفطر مع إخراج فدية عن كل يوم إذا كانا قادرين عليها. أما إذا كان الكبير قد فقد التمييز، وحصل منه التخريف والهذيان، فهذا لا يجب عليه صيام ولا إطعام، لسقوط التكليف عنه بزوال تمييزه، فهو أشبه بالصبي قبل التمييز ذلك أن التكليف مرتبط بالعقل، فإذا أخذ ما وهب سقط ما وجب. وقد ثبت في الصحيح ( أن أنس بن مالك رضي الله عنه لما كبر وضعف عن الصيام أفطر وأطعم ثلاثين مسكينا). قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) نزلت في الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يطيقان الصيام، أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينا أي ولا قضاء عليهما. ومن هنا نقول لآبائنا المسنين وأمهاتنا المسنات عليكم أن تأخذوا بالرخصة الشرعية في الفطر وأن لا تدخلوا أنفسهم في المشقة والعنت وأن لا تعرّضوا حياتكم للخطر لان الله يحبّ أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه.