السيد كمال كهل تجاوز الخمسين منذ سنوات وجدناه بنهج الباشا صحبة صديق له فسألناه عن ذكريات عمرها نصف قرن مع شهر رمضان المعظم بنهج الباشا. هذا النهج العريق الذي يضم عددا من المعالم التاريخية والدور الفخمة كدار بن عاشور ودار الباشا ودار حمودة باشا وغيرها من الدور التي سكنتها أعرق العائلات التونسية. فأجانب قائلا: إنها بالتأكيد ذكريات جميلة لا تمحى محفورة بعمق في الذاكرة. فلقد عشت طفولة رائعة في هذا النهج ومازلت احتفظ بتفاصيل السهرات الرمضانية الرائقة هنا بدار حمودة باشا حيث كانت تقام كل ليلة سهرات المالوف والإنشاد الصوفي وكنا نحن الأطفال ننتقل من مكان الى آخر لحضور حفلات الكافيشانطة بساحة الحلفاوين ومتابعة الساحر والاستماع الى الأشعار والأغاني المختلفة.كما احتفظ بتفاصيل حادثة طريفة وقعت أمامي وكانت عبارة عن «شقاوة» أطفال ومراهقين كانوا يستفزون المارة ويقومون بحركات مضحكة ولكن كان كل ذلك يتم في كنف الاحترام والتقدير لكل كبار السن والمسنين.وأضاف: لكن ومنذ ثمانينات القرن الماضي فقد رمضان بريقه في المدينة العتيقة وذلك لعدة أسباب أهمها غلاء المعيشة وسيطرة المصالح على تفكير الناس.