يخوض منتخبنا الوطني لكرة القدم في التاسعة بين مساء هذا اليوم مباراة ودية تجمعه بضيفه المنتخب المالي الذي حلّ لاعبوه على ثلاث دفعات انطلقت الأولى يوم الأحد وانتهت الثالثة نهار أمس. هذا اللقاء سيحتضنه الملعب الأولمبي مصطفى بن جنات بالمنستير تحت الأضواء الكاشفة التي شاء القدر أن يكون لقاء منتخبنا مع نظيره المالي هو أول لقاء ليلي بهذا الملعب منذ تركيز هذه الأضواء وسيكون اللقاء فرصة جديدة لإيجاد التوازن على مستوى التشكيلة ومختلف الخطوط رغم القائمة الموسعة التي اختارها سامي الطرابلسي. بعد أن أجرى منتخبنا ليلة الاثنين انطلاقا من التاسعة مساء حصة تدريبية على أرضية الملعب الرئيسي مصطفى بن جنات بالمنستير التي ستحتضن اللقاء الودي لهذه الليلة من المنتظر أن يكون قد أجرى مساء أمس في حدود الثامنة والنصف آخر حصة تدريبية. وقد يكون شارك فيها كل اللاعبين. طاقم غيني سيدير اللقاء الدولي الودي لهذه الليلة بين المنتخب الوطني ونظيره المالي طاقم تحكيم غيني يتألف من السادة كايتا ياكوبا بمساعدة كابا موسي وسيدي بن إيديكي في حين سيكون الحكم الرابع التونسي نصر اللّه الجوادي. تذاكر الدخول حدّدت أسعار الدخول الى الملعب بدينارين و3 دنانير ويعول المدرب سامي الطرابلسي على الحضور الجماهيري لإعطاء شحنة معنوية هامة لما يوليه من أهمية بالغة لهذا اللقاء الاختباري قبل المباراة الحاسمة مع المنتخب المالاوي. على انفراد لئن شارك كل اللاعبين في الحصة التدريبية لمساء الاثنين إلا أن 4 لاعبين تدرّبوا على انفراد وهم أنيس البوسعايدي وأيمن عبد النور وسامي العلاقي وعصام جمعة. ندوة ملغاة كان في الحسبان أن يعقد السيد سامي الطرابلسي ندوة صحفية صباح أمس إلا أنه قرّر إلغاءها. من الأرشيف: 8 منافسات بين تونس ومالي عندما نتوغل في ثنايا الأرشيف نعثر على المخطوطات المؤرخة للمنافسات بين نسور قرطاج ونمور المنتخب المالي ومع إطلالة هذا الحوار الودي الجديد بين المنتخبين لا بد من الوقوف على أطلال الماضي لاسترجاع الذكريات. جمع المكتوب المنتخب التونسي بنظيره المالي لأول مرة يوم 7 ماي 1972 بباماكو في اطار تصفيات الألعاب الأولمبية وفاز منافسنا (2 0) ومثلنا في هذه المباراة التاريخية (عتوقة الزيتوني المليتي المغيربي محمد الزواوي الجلاصي رتيمة ثم بن مراد تميم عقيد شقرون شمام ثم عثمان جنيح). رباعية تاريخية رغم انهزامه (2 0) بمالي نجح المنتخب التونسي في لقاء الإياب يوم 28 ماي 1972 في تسجيل رباعية نظيفة في مرمى المنتخب المالي وبنفس النتيجة تقريبا حين مثلنا (عتوقة ثم المنصف طبقة والزيتوني والمليتي والكشباطي والمغيربي والجلاصي وبن مراد وتميم ثم شمام وشقرون والخويني وعقيد) وتألق في هذه المباراة بالخصوص المهاجم عبد المجيد بن مراد الذي سجل ثنائية كما تذوق شباك المنتخب المالي المنصف الخويني وعز الدين شقرون في مناسبة واحدة. مفاجأة مالية تاريخية المقابلة الرسمية الثالثة بين المنتخبين دارت يوم 16 مارس 1994 في إطار نهائيات كأس إفريقيا بتونس وفاجأ المنتخب المالي الجميع بفوزه على تونس (2 0) في المباراة الافتتاحية مما جعل منتخبنا الوطني يخرج من الدور الأول بخيبة من الوزن الثقيل. من الجدّ الى الودّ الى جانب المنافسات الرسمية جمع المكتوب بين المنتخبين في 5 مناسبات ودية وفازت مالي بأول مباراة إعدادية سنة 1974 بمالي بنتيجة (1/0) وبعد 23 سنة انتصرت تونس بنفس النتيجة وذلك سنة 1997 لنفوز مجددا يوم 4 فيفري 1998 بنتيجة (1 0) بفضل هدف لفوزي الرويسي بواسطة ضربة جزاء. وكان الحوار الأخير بتونس يوم 28 أفريل 2004 وفزنا (1 0) بفضل محمد الجديدي ثم انتصر المنتخب المالي بنفس النتيجة في مباراة إعدادية بفرنسا. وبذلك تقابل المنتخبان 8 مرات وانتصر كل منتخب في 4 مناسبات مع غياب نتيجة التعادل عن هذه المنافسات. نجم من مالي: فريديريك عمر كانوتي: الأسطورة الحيّة فريديريك كانوتي المالي صبغ الملاعب الأوروبية ببعد اسلامي خاص وأعطى المثال للعديد من اللاعبين الذين أضاعوا الطريق وأغشت أبصارهم أضواء وأنوار المدن الأوروبية الساطعة والمتلألئة.. ولد فريديريك عمر كانوتي يوم 2 سبتمبر 1977 بمدينة رو ألب الفرنسية وبدأ مسيرته في فريق ليون سنة 1997 ثم انتقل الى نادي وستهام يونايتد من 2000 الى 2003 ومنه الى توتنهام قبل ان يحط الرحال بنادي إشبيلية الاسباني سنة 2005 حيث وجد الفضاء الملائم لممارسة شعائره الدينية وهناك تفجّرت موهبته الكروية بشكل لافت وحصد كأس الاتحاد الاوروبي في مناسبتين مع إشبيلية إضافة الى كأس ملك اسبانيا في موسم 20062007 وفضّل اللعب لصالح المنتخب المالي بعد ان تقمص زي المنتخب الفرنسي للشبان تحت 21 سنة وشارك في أول كأس افريقية له سنة 2004 بتونس وتوّج مسيرته بتسجيل 4 أهداف. التزامه بتعاليم الدين الاسلامي زاده شهرة وتميّزا ونجاحا وبرز ذلك من خلال رفضه ارتداء قميص نادي إشبيلية الذي عليه علامة الراعي الرسمي للفريق وهي شركة للمراهنات اسمها Com888 فانصاع نادي اشبيلية لأوامره ومكنه من قميص خاص مما دفع الشركة للتبرع بالأموال لصالح جمعية خيرية اسلامية حتى تقنع كانوتي بالعدول عن رأيه. في سنة 2007 دفع كانوتي أكثر من 700 ألف دولار أمريكي (ما يعادل راتبه السنوي) من أجل منع إزالة مسجد بمدينة اشبيلية وهو الآن متزوّج من فاطمة زوجته وله طفلان ابراهيم وإيمان والذاكرة الخصبة لن تفسخ موقفه التاريخي يوم 7 فيفري 2009 عندما زعزع قناعات الجميع خاصة العرب والمسلمين وجعلهم يفكرون في جدوى انتمائهم الديني والعقائدي حيث رفع قميصه في مباراة فريقه ضد لاكورونيا وكشف عن كلمة فلسطين في الوقت الذي كانت فيه الآلة الحربية الاسرائيلية الرهيبة تدك وتحاصر قطاع غزة.