رغم مرور حوالي 7 أشهر على ثورة 14 جانفي، إلاّ أن الوضع الأمني بمختلف أنحاء البلاد مازال لم يستقر بشكل نهائي وفق ما كشفته أرقام رسمية حصلت عليها «الشروق». خلال شهر جويلية المنقضي، بلغ عدد الموقوفين عن طريق أعوان الشرطة والحرس 4100 شخص تورطوا في جرائم مختلفة، ليرتفع بذلك العدد الجملي للموقوفين طوال ال4 أشهر الأخيرة إلى حوالي 19800 موقوف وقد تنوعت الجرائم المرتكبة من هؤلاء الموقوفين واخترنا بعضها ضمن هذه الحوصلة التي ننفرد بنشرها. 143 مقتولا على امتداد الأشهر السبعة الأولى من 2011، جدّت بالبلاد التونسية 143 جريمة قتل، أي بمعدل حوالي 20 جريمة كل شهر وهو ما أدى الى الاحتفاظ ب132 متهما (إلى الآن) على ذمة الأبحاث... وقد كان العدد الأرفع في شهر مارس (26 جريمة) والعدد الأدنى في شهر جويلية (15 جريمة). وحسب أرقام شهر جويلية، فإن ولايتي نابلوصفاقس سجلتا أكبر عدد من جرائم القتل (3 لكل منهما). سرقة 287 سيارة منذ شهر جانفي وإلى حدّ شهر جويلية 2011، تم تسجيل سرقة حوالي 287 سيارة خاصة وإدارية لدى مراكز الشرطة والحرس بكامل أنحاء البلاد، بمعدل 41 سيارة كل شهر. وانقسم هذا العدد بين 271 سيارة خاصة و16 سيارة إدارية... وقد وقع تسجيل أكبر عدد من هذه السرقات في شهر مارس (70) يليه شهر فيفري (49) وأفريل (44) وهذا مفهوم لأن تلك الأشهر شهدت عدّة انقلابات أمنية وهو ما سمح لعديد المجرمين بتنفيذ جرائمهم بسهولة. وحسب ما تكشفه أرقام شهر جويلية تحتل ولاية المنستير المرتبة الأولى ب10 سرقات تليها نابل ب6 سرقات. 6 اعتداءات على عسكريين شهريا سجلت بلادنا على امتداد الأشهر الماضية عدّة اعتداءات على عسكريين. لكن الملاحظ هو أن الأرقام الرسمية التي بحوزتنا لا تظهر الاحصائيات الخاصة بشهري جانفي وفيفري بل تبدأ الاحصائيات الرسمية من شهر مارس... ويفهم من هذا أن علاقة بين المواطنين والعسكريين كانت على أحسن ما يرام خلال شهري جانفي وفيفري، أيام كانت الثورة التونسية في أوجها... غير أنه بداية من مارس، يبدو أن العلاقة طغى عليها بعض التململ وهو ما تسبب في حصول بعض الاعتداءات من بعض المواطنين على بعض العسكريين، بلغ عددها 32، وسجل شهر جوان العدد الأرفع (11) بينما سجل ماي العدد الأدنى (2)... وقد امتدت الاعتداءات الى شهر جويلية الذي سجل 5 حالات بكل من صفاقس ومنوبة وسيدي بوزيد وقفصة وقابس. أجانب لم تخل الأشهر الخمسة الأخيرة من جرائم واعتداءات أبطالها أجانب (متهمين وضحايا)، وبين مارس وجانفي 2011 تم تسجيل حوالي 100 قضية اعتداء على أجنبي من قبل تونسيين. وتراوحت الاعتداءات بين السرقة والعنف والسلب وافتكاك سيارة وتهشيم بلور سيارة... ويحتل شهر جوان المرتبة الأولى في هذا المجال ب45 قضية مقابل 5 فقط في أفريل. أما بالنسبة إلى الجرائم التي ارتكبها أجانب خلال الخمسة أشهر المذكورة فبلغ عددها 133 بمعدل 26 جريمة كل شهر وتراوحت جرائم الأجانب في تونس بين العنف والمخدرات وحيازة عملة أجنبية والقتل وحيازة ذهب أو أسلحة نارية وتهريب قطع أثرية والسرقة والتحيّل والاعتداء بالفاحشة وارتكاب حادث مرور قاتل. وخلال شهر جويلية يأتي الليبيون في طليعة مرتكبي هذه الجرائم على التونسيين ب29 اعتداء (من جملة 39 اعتداء) منها 10 عنف و7 مخدرات و3 قتل واعتداء بالفاحشة. 171 انتحارا طوال ال7 أشهر الماضية، أقدم ما لا يقل عن 171 تونسيا على الانتحار أي بمعدل 24 حالة كل شهر... وتوزعت عمليات الانتحار بين الشنق (أعلى نسبة) واضرام النار بالجسد وإلقاء النفس من علو أو أمام القطار وسجل شهر أفريل أعلى عدد ب29 حالة انتحار. وبالنسبة لاضرام النار داخل الجسد فقد بلغ عدد الوفيات الناتجة عنه 61 حالة خلال الأشهر السبعة الأولى من 2011 أهمها في مارس (15 حالة) وجانفي (13 حالة). وقد توزعت بين مختلف ولايات البلاد أهمها القيروان (7 حالات) والقصرين وتونس العاصمة (6 لكل منهما) وصفاقس (5)... بينما لم تسجل ولاية سيدي بوزيد سوى 3 حالات فقط، ولم تسجل أية حالة بباجة ومنوبة والمهدية وتوزر وتطاوين. أضرار... وتهديد بالحرق الى جانب حالات الوفاة أصيب بعض من أقدموا على حرق أنفسهم بأضرار فقط (76 حالة) في 7 أشهر أهمها في جانفي ب17 حالة ومارس ب15 حالة كما وقع تسجيل 78 حالة سكب بنزين على الجسد وتهديد بالحرق خلال السبعة أشهر الأولى من 2011... وكان العدد الأرفع في أفريل (23 حالة). والملاحظ أن هذه الظاهرة التي عرفت ذروتها في ديسمبر وجانفي ومارس وأفريل كوسيلة مطالبة واحتجاج ابتداء بحادثة محمد البوعزيزي بدأت تتراجع في ماي وجوان وجويلية.