طالب العقيد معمر القذافي الوزير الأول البريطاني دافيد كاميرون بالتنحي معتبرا أن هذا الأخير فقد شرعيته على خلفية الاضطرابات التي تشهدها بريطانيا منذ عدة أيام فيما ذهب المتحدث الرسمي باسم ثوار الجبل الغربي إلى القول بأن ما يحدث في بريطانيا يقف وراءه القذافي. كان العقيد معمر القذافي قد هدد في خطاب له ألقاه في الرابع من مارس الماضي بنقل الحرب إلى أوروبا متوعدا بالأخصّ بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وبعد اندلاع الاضطرابات في بريطانيا في الأيام الأخيرة بدأت رائحة القذافي تنتشر حتى أنه بات من المؤكد لدى أغلبية الليبيين أن الاستخبارات الليبية قد تكون أيقظت خلاياها النائمة في عديد الدول الأروبية خصوصا تلك التي تعرف بوجود حركات مقاومة على أراضيها مثل بريطانيا التي عانت طويلا من حركة «إيرا» الإرلندية وفرنسا التي لازالت موجودة تحت خطر منظمة تحرير جزيرة كورسيكا أو إسبانيا المرهقة من ضربات حركة«إيتا»الباسكيّة ويقول المتحدث الرسمي باسم ثوار الجبل الغربي إن ليبيا كانت ولازالت تدعم هذه الحركات بالمال وبالدعم اللوجستي وقد حان الوقت كي ترد «الجميل» وتنتقم للقذافي من الذين يريدون منه التنحي عن السلطة بالقوة وإذا ما اعتبرنا كلام المتحدث الرسمي باسم الثوار في الجبل الغربي صحيحا فإن مسؤولين من المخابرات الليبية كانوا التقوا نشطاء في منظمة «إيرا» الإيرلندية في نهاية شهر جوان الفارط في مقر السفارة الليبية بلندن ما دفع بالسلطات البريطانية إلى طرد كافة أعضاء الديبلوماسية الليبية كخطوة أولى تليها أخرى بالإعتراف بالمجلس الإنتقالي كممثل وحيد للشعب الليبي. ويعتقد محدثي بأن ذلك اللقاء بين أعوان من المخابرات الليبية ونشطاء من حركة «إيرا» كان تمهيدا لإشعال فتيل النار في بريطانيا التي تعتبر بيئة مناسبة لحركة احتجاجية نظرا لتواجد الكثير من الجاليات المهاجرة والقادمة من بلدان مزقتها الحروب. وفي المحصلة فإن حركة «إيرا» الإرلندية التي مازالت ناشطة جدا في إيرلندا الشمالية وداخل مدن عديدة أنقليزية وقد تكون فعلا وراء موجة الإضطرابات كرد جميل للعقيد معمر القذافي الذي أغدق عليها الكثير من المال والسلاح. وبدأت علاقة العقيد معمّر القذافي بحركة «إيرا» الايرلندية في بداية الثمانينات لتتوطد أكثر في التسعينات بعد ان وضعت ليبيا على ذمة الحركة معسكرات تدريب على أراضيها وأمدتها بالسلاح والمال وكان الوسط أيامها احمد قذّاف الدم والمڤراحي الذين كانت لهما علاقات عميقة بقيادات الحركة في بريطانيا وايرلندا. في هذا السياق لم يستبعد محدّثي امكانية اعادة نفس السيناريو باسبانيا مع منظمة «إيتا» الباسكية والتي كانت تلقت كذلك في منتصف الثمانينات دعما ماليا وعسكريا قويا من ليبيا وهي الآن قد تكون في موقف المضطر الى مد العون الى نظام القذافي بتصدير الحرب الى أوروبا عبر اسبانيا التي تعيش أزمة اقتصادية حادة قد تُستغل لإشعال فتيل الاضطرابات في اسبانيا ويعتقد محدثي أن فرنسا ليست بمنأى من تهديدات القذافي الذي قد يستغل علاقته القوية بالمافيا الايطالية والعربية الناشطة في ميدن الجنوب الفرنسي لإعلان الحرب على فرنسا انطلاقا من جزيرة كوريسكا التي تسعى الى الانفصال عنها وتقوم جبهة تحرير كورسيكا من حين لآخر بضربات موجعة ضد المصالح الفرنسية وهي حركة مستعدة للتحالف مع الشيطان من اجل استعادة شراستها التي عُرفت بها في بداية الالفية ا لثالثة. هكذا يبدو جليا ان العقيد معمر القذافي مستعد للقيام بأي عمل والتحالف مع اي جهة من اجل انقاذ نظام حكمه حتى وإن عاد بالعالم الى حقبة السبعينات لمّا كانت المنظمات المسلحة تعبث في العواصم الأوروبية بحجة مساعدة حركات التحرر الوطني.