مشكل وحيد في الافريقي انتصر الافريقي مساء السبت الفارط على انتر كلوب الانغولي وتصدّر مجموعته في إطار كأس «الكاف»... وانتشى جمهوره في ليلة رمضانية مشهودة وهذا طبيعي بحكم ما جرى من تجاذبات في المدة الأخيرة جعل أغلب المتابعين يتوقعون هبوطا حرّا للجسد الافريقي وارتطاما قويا بأرض الواقع... لكن المجموعة التي خاضت لقاء السبت وأغلبها من الشبان قلبت المفاهيم وأعادت للافريقي هيبته على الاقل داخل الأدمغة والقلوب خاصة ان الانتصار جاء مضمّخا بأداء جيّد ورغبة كبيرة في الكسب وهي نقطة اسعدتنا كثيرا لأنها تمثل الروح التي كان الافريقي يفتقدها في الماضي القريب ومنها وبها سيعود حتما الى موقعه الطبيعي. ما أفسد علينا متعة الفوز على انتر كلوب ان بعضهم بدأ بالحديث عن اللقب... وهي «هفوة فنية» كثيرا ما اسقطت الافريقي بالضربة القاضية وسبّبت له هبوطا حادا في مستوى أحلامه المحلية والقارية... ونصيحتنا ان ينسى الجميع امر اللقب وضغط الحسابات ومسؤولية إعادة الامجاد... لأننا نكاد نقتنع بأن الافريقي هذه الاعوام لا يحتمل لعبة الضغط وكثيرا ما تهزمه حسابات الكسب والخسارة والافضل للجميع ان يتركوا المدرب فوزي البنزرتي يفصّل الثوب الذي يليق بالمرحلة القادمة في هدوء تام لأننا على يقين بأن الافريقي بهذه المجموعة التي لا يعرفها أحد قادر على التسلل الى حيث يشاء بشرط التركيز مع كل موعد والمحافظة على مستوى الفرح بعد كل فوز حتى لا يبلغ درجة الانتشاء.. قرار بائد.. شخصيا لم أفهم الى اليوم القرار القاضي بمنع استقدام حراس مرمى الى تونس قد يقولون انه الخوف من ان يأتي علينا يوم لا نجد فيه حارسا على تونس (وكأن هذا اليوم لم يأت..) وهنا نودّ ان نسأل: ما الفرق بين الحارس والمدافع ولاعب الوسط والمهاجم... الا نخشى ايضا من يوم لا نجد فيه مخلبا وحيدا للهجوم طالما ان الاندية تكدّس الأجانب.. شخصيا ارى أن هذا القرار الذي تم اتخاذه في ظروف خاصة بتأثير في مسؤولين خاصين خرجوا غير مأسوف عليهم، حري بنا ان نراجعه لنجعله اختياريا مثلما هو الحال للمدربين واللاعبين.. عقلية الترجي كان سبّاقا في المغرب للتهديف قبل ان يضاعف النتيجة لكنه لم يحافظ على ذلك ومنح الوداد هدية تحقيق التعادل ومواصلة زعامة المجموعة... ورغم الحديث عن ثغرات دفاعية (وهي مشكلة الكرة التونسية) فإن لا أحد تفطن الى أن الأمر تجاوز الهفوات الفنية ووصل الى حدود العقلية... فبعضنا لا يصدّق انه قادر على فعل كذا وكذا... وبعضنا يستكثر على نفسه انجازا هو في الاصل في متناوله فيرضى بالقليل وهي قناعة سلبية مازالت تسيطر علينا في جميع المجالات والا ما كان الترجي ليترك ثلاث نقاط من ذهب كانت ستصنع له أجنحة ليطير في اتجاه اللقب..