لم يشيده المسلمون ولكنهم استعملوه كمرسى للسفن في أغراض اقتصادية وعسكرية وكان العثمانيون آخر من استعمله الى حدود القرن الثامن عشر للميلاد. هو ميناء تشيد في العهد البوني وهو منقور في الحجارة له شكل مستطيل وتبلغ مساحته الجملية 8250 م2 ويفوق عمقه 10 أمتار وهو قادر على ايواء ثلاثين مركبا من السفن التجارية والحربية وعلى طرفة برجان اثنان بينهما سلسلة من جديد فإذا أرادوا ادخال سفينة أرسل حراس البرجين أحد طرفي السلسلة حتى تدخل السفينة ثم يمدونها كما كانت تحبيسا لها ولا تزال الأسوار المحيطة به والبرجان اللذان يحرسان مدخله بارزة للعيان. ويحتل هذا الميناء منخفضا يفصل بين مرتفعي سيدي جابر والبرج الكبير على الساحل الجنوبي الشرقي لشبه جزيرة المهدية حيث يوجد في موقع محمي من الرياح الشمالية الغربية ويفتح على مياه عميقة، وقبالة هذا الميناء من الجهة الشرقية تنتصب منارة المنستير التي كانت ومازالت تنير سبيل البحارة القادمين الى المهدية أو العائدين اليها، الا أن المصادر التاريخية لم تذكر تاريخ انشائها. مصنع السفن ويبدو أن الحكام الفاطميين أولوا عناية كبيرة بالبحر حيث أسس المعز لدين الله الفاطمي مصنعا للسفن ومخازن مغطاة وقد تواصلت أشغال الانجاز الى عهد الدولة الحفصية.