تواجه نحو 700 عائلة بمنطقة طرزة الشمالية (معتمدية العلا من ولاية القيروان) العطش منذ أكثر من شهرين نتيجة تعطل محرك ضخ الماء من «الصنداج» الذي يشربون منه وتحولت حياة المواطنين الى عطش دائم ومعاناة تواصل انقطاع الماء في البداية بسبب عدم توفر ثمن قطعة الغيار المطلوبة لإصلاح المحرك والبالغة نحو 7 آلاف دينار حسب احد المواطنين. لكن بعد مماطلة واخذ ورد وتعطيلات توصلت الجمعية التي تشرف على توزيع المياه الى اقتناء قطعة الغيار المطلوبة. لكن العجيب في الامر هو انه رغم توفرها فانه لم يتم إصلاح العطب. ورغم مطالب المواطنين الى السلط الجهوية وشركة «الصوناد» التي تشرف على المشروع فانه لم يتم حل المشكل. وفي انتظار إصلاح العطب وانتظار تزويد المحرك بالمحروقات وانتظار تسوية وضعية الجمعية ورغم مرور اكثر من شهرين من الانتظار، ومع تاخر الحل العاجل لاصلاح المحرك فان السلط الجهوية لم تهتد الى حل وقتي لتزويد المنطقة بماء الشرب من خلال صهاريج متنقلة او غيرها طالما انها لا تريد التدخل للحث على إرجاع المياه الى مجاريها في القنوات وفي الحلوق المتلهفة. بعض السكان وجدوا الحل بأنفسهم من خلال شراء صهاريج مياه وآخرون اقتنوا قوارير يشربون ماءها في انتظار الفرج، بينما تطوع احد أبناء القرية بمياه بئره التي يسقي بها الزرع ليروي بها عطش جيرانه واقاربه. بينما كتب الشقاء على جزء كبير من العائلات. وفي الوقت الذي يكابد فيه البشر عناء الحصول على الماء، لا تجد الحيوانات الماء ولا النبات الذي يواجه العطش بسبب الجفاف والتقاعس وسط منطقة فلاحية لا يمكن ان تحيا وتنتعش الا بالماء. «معاناة كبيرة ومتاعب وعطش» هي كلمات مريرة يمررها الموطنون الى المسؤولين ويمررونها إلينا في شكل نداء استغاثة مؤكدين ان مطلبهم سلمي ومشروع، بينما لا يهتم المسؤول ويتلدد بتجاهل نداءات الحلوق الجافة كأن نداءات المواطنين صادفت واد غير ذي زرع ومسؤولا لا يسمع. انقضى شهر الصيام وجاء العيد ولكن صيام سكان اهالي «طرزة الشمالية» وغيرهم، لم يستعيدوا الماء. ومع ارتفاع درجات الحرارة ترتفع النداءات من الحناجر بائسة. ويقول المواطنون ان ماء حنفياتهم كان حلو المذاق ولكنه انقطع واصبح طعم حياتهم تغلب عليه المرارة والحسرة ازاء تراخي المسؤولين. فمتى يتدخل الوالي ومتى تتدخل الصوناد... ومتى يعود الماء الى الحلوق الجافة.