عقدت أمس الجامعة العامة التونسية للشغل ندوة صحفية بالعاصمة حول تحديات التعددية النقابية في مرحلة الانتقال الديمقراطي. أكد السيد الحبيب ڤيزة الامين العام بالجامعة العامة التونسية للشغل أن تأسيس الجامعة العامة هو اختيار استراتيجي نابع من قناعات عميقة بالتعددية النقابية القائمة على حق الشغيلة في الانتماء بكل حرية الى التنظيم النقابي الذي يخدم مصالحها واختياراتها ويحقق طموحاتها وهو حق تضمنه الدساتير والمواثيق الدولية والوطنية باعتباره حرية عمومية كحرية التعبير وحرية التنظيم وحرية التجمهر. مضيفا أنه تواصل تاريخي أصيل للتيار النقابي التعددي الحرّ الذي أسسه محمد علي الحامي ورفاقه وواصله بلقاسم القناوي ورفاقه ورسخه فرحات حشاد ورفاقه. كما أوضح الأمين العام أن الجامعة العامة التونسية للشغل في قطيعة كاملة مع ثقافة النقابة الأحادية الاستبدادية التي بُنيت على شاكلة ثقافة الحزب الواحد التي أعاقت الممارسة الديمقراطية وتطوّر العمل النقابي العصري وقال ان الجامعة تناضل ضد الاستغلال وفي نفس الوقت ضد الاقصاء وتدافع عن الأجراء داخل المؤسسة مثل «المقصين» منها وتعطي مكانة هامة لقضايا المجتمع مثل التشغيل والبطالة والاقصاء والتكوين وتطوير الكفاءات والمشاركة في التصرّف وهي تناضل من أجل توزيع عادل للثروة وتساهم في خلقها. تحدّ وأشار الى أن تأسيس الجامعة العامة التونسية هو تحد للنظام الاستبدادي المخلوع المنتهك لكل أشكال الحريات بما في ذلك الحرية النقابية والتعددية النقابية مما جعل مناضليها عرضة للعراقيل والمضايقات ولذلك فالجامعة «رمز من رموز النضال والتغيير ضد الظلم والتسلط ومن أبرز القوى الملتزمة بمبادئ الثورة والانتقال الديمقراطي». واعتبر الحبيب ڤيزة أن تبرير السيد وزير الشؤون الاجتماعية لعملية اقصاء المنظمة وتهميش النقابة بتأويل الفصل 38 من مجلة الشغل المتعلق بمشاركة المنظمات الأكثر تمثيلية في المفاوضات الاجتماعية تبريرا واهيا إذ لا يمكن تحديد المنظمات الاكثر تمثيلية في الوقت الذي لم يقع فيه تحديد مقاييس هذه التمثيلية في مجلة الشغل التونسية واعتبره «فراغا قانونيا» وانتهاكا للحرية النقابية وعرقلة للتعددية النقابية طبقا للاتفاقيات الدولية المتعلقة بالحريات النقابية. وقال الامين العام إن الرهان الاول للجامعة في مسألة التعددية النقابية هو تطوّر نسبة المنخرطين في العمل النقابي والذي بلغ 32 ألف منخرط بالجامعة ولذلك لابد من اصدار منشور للادارات للاعتراف بالتعددية النقابية كواقع للتعامل معها بنفس مستوى بقية النقابات الأخرى ودعا الى ضرورة تطهير المجال النقابي من رموز الفساد مشيرا الى وجود اياد مشبوهة تعمل «من وراء الستار» على عرقلة التعددية النقابية. وردّا على سؤال «الشروق» حول موقف الجامعة العامة التونسية للشغل من اتحاد عمال تونس الذي نجح في فترة قصيرة في استقطاب آلاف المنخرطين وتكوين مئات النقابات قال الحبيب ڤيزة: «نختلف مع «السحباني» ونعتبره أضر بالاتحاد وبالحركة النقابية» مضيفا ان الفترة التي اشرف فيها السحباني على الاتحاد هي فترة سوداء وهو من مناشدي بن علي ورمز من رموز الفساد. وعن عدد المنخرطين أكّد أنه يعدّ بالآلاف (32 ألف منخرط). وأكّد أن مناضلي ومناضلات الجامعة ملتزمون بمقاومة رموز الفساد وكل من مارس مظالم في حق الشعب التونسي وهو شرط أساسي في عملية تفكيك المنظومةالاستبدادية وتحقيق التحوّل الديمقراطي وتكريس العدالة الاجتماعية والتوازن الجهوي.