هو أبو ساكن عامر بن محمد بن عسكر الهلالي، هكذا جاء نسبه في الخريدة للاصفهاني، وفي التجاني والحلل: عامر بن محمد بن مكي بن كامل بن جامع أبو ساكن. تربى في بلاط آبائه وأجداده بني جامع أمراء قابس، حتى كانت نكبتهم على يد الموحدين سنة الأخماس ففر مع ابن عمه الامير مدافع ورجع مدافع الى الموحدين ومات بقابس. أما أبو ساكن هذا فقد فارق وطنه مع أهله وأبنائه الى المشرق وسكن دمشق وتوفي هناك، ووفاته كانت بعد نزوله بدمشق بزمن يسير. ووصفه صاحب الخريدة بأنه «كان بدويا وأميرا سريا» وكان شاعرا من مقدمي شعراء بني جامع، وشعره عليه مسحة من صفات الامارة يغلب عليه الحماس وبساطة العبارة، فمن شعره يذكر أيامهم بقابس: يا جار طرفي غير هاجع والدمع من عيني هامع ولقد أرقت مسامرا نجما بدا في الشرق طالع متذكرا بصروف دهر أصبحت فينا قواطع إني من الشم الألي شادوا العُلا أبناء جامع أهل المراتب والكتائب والمواهب والصنائع يتسابقون الى المعالي كلهم فيها مسارع ولقد ملكنا قابسا بالمشرفيات لقواطع تسعين عاما لم يكن فيها لنا أحد نازع كم من عزيز كان يأتي نحونا بالرغم خاضع كم قاصد أو طالب لنوالنا يأتيه طامع وجنابنا للمعتفين بزهرة المعروف يانع وإذا شهدنا مجمعا يُومى إلينا بالأصابع عبثت بنا أيدي الزمان وأحدثت فينا البدائع