لوّح الشيخ عبد الوهاب الكافي، عضو الهيئة التأسيسية لحزب النهضة (أصيل القيروان)، أمس في لقاء حصري مع «الشروق»، بالاستقالة من الحزب واعتزال العمل السياسي بعد نضال تواصل طيلة 30 عاما. وبين الشيخ الكافي ل»الشروق» انه لم يقدم استقالته رسميا ولكنه لوح بالاستقالة واعتزال العمل السياسي من خلال إعلان الخبر بشكل مبدئي موضحا إن قرار استقالته من الحزب رهين قرار القاعدة العريضة للمنخرطين بحزب النهضة الذين قال انهم يساندون موقفه من المكتب الجهوي جراء تعرضه وتعرض بعضهم الى الإقصاء. وقال ان هناك مجموعة تسانده حسب قوله من خلال عريضة ممضاة من قبل أعداد يقول إنها كبيرة تضم قدماء النهضة والقاعدة العريضة للمنخرطين. تفعيل مبدإ الشورى وعن تضرّر مكانة النهضة جراء خروجه واستقالته، قال الكافي انه كان من المؤسسين لحزب النهضة وانه يريد المحافظة على المبادئ الأساسية للحركة ومن بينه مبدأ الشورى، وقال الشيخ انه تلقى شكاوى عديدة من المنخرطين وانه احتضنهم. وقال انه تم إيجاد حل من خلال مجلس شورى جهوي يرجع إليه بالنظر في تقرير المسائل الهامة. وبدأ الشيخ عبد الوهاب غاضبا من تصرفات المكتب الجهوي المضيق ومن تدخل المكتب الوطني الذي لم يكن مرضيا بالنسبة إليه اثر تدخله لتحديد اختيار القاعدة العريضة للحركة بالقيروان التي اختارت من خلال انتخابات داخلية السيد محمود قويعة مجددا مشيرا إلى انه كانت هناك إغراءات. واعتبر عضو الهيئة التأسيسية لحزب النهضة أن قراره الاستقالة مثل مفاجأة لقواعد النهضة وللرأي العام، وقال انه جاء نتيجة تهميش مكانته في الحركة وعدم تشريكه في القرارات الهامة من قبل المكتب الجهوي للحزب حسب قوله مؤكدا انه شارك في أولى اجتماعات الحركة وانه كان من مؤسسيها رفقة الشيخ راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو والشيخ محمد صالح النيفر في 5 جوان 1981 (اجتماع سري قبل الندوة الصحفية ل6 جوان) وقال انه كان الوحيد من القيروان الذي كان حاضرا. وقال الشيخ الكافي انه أحب حركة النهضة من أجل مبدأ الشورى والعمل به بين أعضاء الحركة وتفعيله في المعاملات. مبينا أنّ هذا المبدأ مطبق على المستوى الوطني لكنه مغيب عن المكتب الجهوي حسب قوله. وقال انه تم إعداد القائمة الخاصة بموعد 23 أكتوبر دون أن تتم استشارته وهو ما أغضبه كما أغضب عددا من أنصاره. رغم أنّ الشيخ أشاد بالمستوى البلاغي والخطابي لرئيس مكتب النهضة بالقيروان (محمود قويعة) لكنه أشار أيضا إلى منطق الدكترة داخل المكتب حسب تصريحه. وبين أن رئيس المكتب تم انتخابه من قبل المكتب المضيق للحركة بحضور قدماء مناضلي الحركة. رأس القائمة وقال الكافي ان تلويحه بالاستقالة هو في صالح النهضة من أجل الضغط على تصحيح المسار وتشريك جميع المنخرطين دون إقصاء. مبينا انه رمز للنهضة بالقيروان وان تواجده على رأس قائمة انتخابية هو باقتراح من القاعدة العريضة حسب قوله مشيرا الى ان ذلك يخدم منافسة قائمة النهضة بفضل سمعته. وقال ان الحركية وسط الحزب هي حالة عادية وأنها يمكن أن تنفع في صورة إصلاح الأوضاع. ونفى ان يكون تعدد القائمات هو مناورة سياسية من أجل دعم حزب النهضة مؤكدا انه دفاع على مبادئ الحركة عن الديمقراطية والشورى. وأكد ان حزب النهضة يعتبر حاليا أبرز الأحزاب التي تتوفر لديها حظوظ أوفر في النجاح وذلك من خلال ما تشهده الاجتماعات من حضور ومن خلال عدد المنخرطين. وعن تضامنه مع الشيخ عبد الفتاح مورو الذي أعلنه عبد الوهاب الكافي وإمكانية التحاقه بقائمته المستقلة، بين الكافي انه اتصل ب»مورو» من أجل دراسة التحاقه به، فاعلمه «مورو» حسب قول الكافي انه سيستشير من معه، كما أشار الكافي إن قراره الالتحاق ب»مورو» والخروج بشكل نهائي من النهضة هو أسير قرار القاعدة العريضة التي يقول إنها معه. وختم بالقول إن قراره الاستقالة لم يحسم بعد مشيرا إلى إمكانية مواصلته العمل في صورة مراجعة القائمة ووضع اسمه على رأسها حسب قوله.