أحرق مواطنون مساء أول أمس الجمعة سيارة احد المواطنين بعد تعنيفه، وذلك بسبب بيعه الخمر خلسة لأبناء منطقة الباطن (10 كلم غرب القيروان) رغم طرده في أوقات سابقة وتحذيره من قبل عدد من المواطنين. وقد حاول أقارب المتضرر رد الفعل ثأرا له لكن تدخل الجيش وأعوان الحرس حال دون نشوب معركة. كما تدخلت الحماية المدنية لإطفاء حريق السيارة. وقد تم نقل المتضرر الى المستشفى حيث تحسنت حالته. وحسب ما توفر ل«الشروق» من معلومات عن مصادر مطلعة بالحرس والحماية المدنية وشهود عيان، فان الحادثة جدت مساء الجمعة بمنطقة الباطن الواقعة على بعد 10 كلم غرب مدينة القيروان. وهي منطقة حيوية تتوفر بها عديد الأحياء السكنية والمحلات التجارية والمقاهي الى جانب وجود منطقة صناعية. وحسب مصدر مسؤول فان الواقعة جدت عندما حل بالمنطقة شابان على متن سيارة. ويبدو انهما لفتا انتباه مواطنين كانوا موزعين بين المقاهي والأحياء فاقتربوا منهما. وذكر شهود عيان ان خلافا نشب بين المواطنين وراكبي السيارة. ثم شوهد الشابان يلوذان بالفرار بعد ذلك فلحق بهما عدد من المواطنين وتمكنوا من القبض على احدهما بينما تحصن الثاني بالفرار جريا. وحسب المعطيات الأولية فان بعض المواطنين اعتدوا بالعنف على الشاب صاحب السيارة قبل ان يتولى احد عابري السبيل نقله الى مستشفى الأغالبة بالقيروان لتلقي الإسعافات. كما اكد شاهد عيان ان سيارة الشابين اشتعلت فيها النيران بفعل فاعل حسب المعطيات الاولية. مما استوجب تدخل الحماية المدنية لاطفائها. وسمع اقارب الشاب (باحد الاحياء الشعبية بمدينة القيروان) بما حدث لقريبهم، فحاول عدد من الشبان التحول الى مسرح الأحداث بمنطقة الباطن. لكن تدخل قوات الجيش واعوان الحرس (الطلائع وحرس المرور) حال دون وصول الأقارب الى مكان الواقعة وبالتالي حال دون القيام بردود فعل. وحسب ما توفر من معطيات اولية، فان المتضرر (في العقد الثالث) تعود بيع الخمر خلسة لأبناء منطقة الباطن. وأشار احد أبناء المنطقة إلى ان المواطنين طلبوا منه مغادرة المكان وعدم العودة اليه في أكثر من مناسبة ولكنه لم يستجب فعمدوا الى تعنيفه وحرق سيارته التي قال شاهد عيان انها كانت تحتوي كميات من الخمر. وهو ما لم يتسن لنا التأكد منه من مصدر رسمي بسبب تواصل الأبحاث واحتراق السيارة بأكملها. خبر الواقعة انتشر بشكل كبير في القيروان لكن عبر روايات مختلفة ومصادر غير موثوقة وبالتالي تقديم معطيات مضخمة وغير دقيقة. وقد تحدثت بعض الروايات عن حرب العروشية ووفاة أفراد وهو ما نفته مصادر رسمية مؤكدة انه تم تطويق المشكل وتمت الحيلولة دون تطور الوضع وتحوله الى تبادل للعنف. وقد تم فتح تحقيق في الغرض اثر انابة عدلية لفرقة العدلية للحرس بالقيروان. وقد انطلقت التحقيقات مع عدد من المواطنين للتعرف الى تفاصيل الواقعة، بينما تدرجت حالة المتضرر الى الشفاء.