بقلم : هاجر بن نصر منذ انبلاج فجر التغيير حرصت تونس بدفع من رئيسها على إيلاء اهتمام خاص للبيئة وبذل مجهود دائم وبارز لحمايتها والمحافظة عليها وتحسيس المواطنين بأهميتها حتى بدأت العقليات تتطور والذهنيات تستوعب ويصبح الحس الشعبي مرهفا إزاء كل ما يتعلق بالبيئة بل إن كل ما يتعلق بالبيئة والمحافظة على المحيط دخل في تقاليد التونسيين على مختلف أعمارهم وفئاتهم ومناطقهم سواء كانوا حضريين أو ريفيين. والشيء الذي يحسب لبلادنا هو أنها أدركت مبكرا أن الوقاية في هذا المجال خير من العلاج فهي لم تترك العنان للصناعات وخاصة منها الملوثة لتضرّ بالبيئة والمحيط مثلما حصل في العديد من البلدان الصناعية ثم تلهث جاهدة لمعالجة تلك الأضرار والبحث عن حلول مكلفة وتأتي متأخرة وبالتالي قد لا تكون ناجعة للقضاء على تلك المخلفات والانعكاسات السلبية. وشوارع البيئة بمداخل المدن التونسية أصبحت صفحة مشرقة وواجهة مشرفة تقدم للزائر سواء كان تونسيا أم أجنبيا لمحة عما تحظى به البيئة ببلادنا وتحتضنه بدفء وترحاب لتنبئه عن مدى اهتمامنا بالمحيط. وحماية الشريط الساحلي والعناية بالتشجير والغابات والحرص على إيجاد الحلول المناسبة لبعض الصناعات الملوثة مثلما هو الشأن بالنسبة لبعض المناطق الصناعية بكل من صفاقس وقابس والتحكم في النفايات الصلبة التي تشكل خطرا على البيئة ومقاومة ظاهرة انتشار الأكياس البلاستيكية وإقامة شمحطات معالجة المياه المستعملة ومقاومة انجراف التربة عن طريق التشجير وكذلك التصدي لظاهرة التصحر عن طريق إقامة الحواجز والتشجير كلما كان ذلك ممكنا. وما تمّ انجازه في رجيم معتوق خير شاهد على ذلك. فبلدنا يعتبر بلدا سياحيا رائدا ومن حقه الحرص على المحافظة على البيئة والمحيط للنهوض بالقطاع السياحي وحمايته من كل العوامل أو الأخطار التي قد تضرّ به أو تعوق نموه ولكن إيمان النظام والقيادة بأن من حق المواطن قبل كل شيء أن ينعم ببيئة نظيفة وسليمة وبمحيط جيد وغير ملوث هو الدافع الحقيقي والأساسي لتحقيق هذه القفزة المشهودة وكل هذه المكاسب الرائدة. ولقد حرص سيادة الرئيس شخصيا مؤخرا وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي والوطني للبيئة على تفقد وزيارة عدة شواطئ ومراكز اصطياف وترفيه وحديقة البلفيدير في اشارة واضحة للعناية الموصولة والرعاية الخاصة والمتابعة الشخصية الدائمة والمباشرة لكل ما يتعلق بهذه الظاهرة وتوفير الاطار الميعشي والطبيعي لحياة كريمة ولائقة بالمواطن التونسي الذي من حقه أن ينعم ببيئة ومحيط سليمين ونظيفين في نفس الوقت الذي ينتظر منه أن يساهم دائما بقسطه في المحافظة على هذه البيئة وهذا المحيط الذي يعيش فيه لكي تتكامل الحلقات بين الحقوق والواجبات ولكي يتحقق التواصل بين مجهودات الدولة وتصرفات المواطنين وتجاوبهم وتناغمهم مع المخططات الوطنية في هذا المجال وحرصهم وتحمسهم لإنجاحها والاسهام في دفعها وتدعيمها بما يحقق لبلادنا السبق والتألق في هذا المجال على غرار العديد من المجالات الأخرى. ولقد عودتنا تونس دائما على التألق ورفع كل التحديات ونحن كلنا عزم وثقة لتحقيق المزيد من المكاسب والتألق الدائم في هذا المجال.