هي أشهر من نار على علم أو في مركز أمن أو في الممتلكات الخاصة والعامة، وهي صاحبة المفتاح السحري الذي يفتح كل الأبواب الموصدة بما في ذلك الباب الحجري لمغارة «بن علي بابا» والأربعين لصّا. وأقفال صندوق «حبّيك لبّيك ما الشرق يجيك ما لغرب يجيك» بما تشتهي وتريد. إنها «مدامْ» رشوة. وما أدراك من الرشوة والراشي والمرتشي وللرشوة إبنان خميّس وعاشور. ومَن من الشعب لا يعرف خُميّسا وعاشوا أولئك البطلان الأسطورتان اللذان تحدث عنهما المخلوع ذات خطاب متلفز مباشرة ومعاد مرارا وتكرارا وقال إنه يعرفهما ويعرف خصالهما أشد المعرفة. وقد يكون منحهما الوسام الأكبر ل«الشّابع من نوفمبر» وقد يكون جعل من كل منهما المواطن الرقيب على تسيير الشؤون الادارية العامة. والرابطة الحقيقية في «العلاقة مع المواطن» في الادارة والموفق الاداري الذي يقضي شؤون الناس وينوب عنهم في حضورهم وغيابهم. ولو أن سي خميّس أقل رتبة من سي عاشور إذ الأول برتبة خمس نجوم والثاني بعشرة. ولكل نجمة وزنها من خمسة وعشر دنانير الى الملايين والمليارات «قهوة» وتلك قهوة أخرى لطعم آخر خاصة إذا كانت في «كأس طرابلسي» ولكل قهوته. ومن الناس من يتحصلون على ما يعشقون. كلنا كان يعرف أن الشأن العام كانت تديره «مدامْ» رشوة وابناها خميّس وعاشور،. إن أردت حقّا منحوك إياه، وإن أردت باطلا حقّقوه لك، وإن أردت ظلما نفذوه عوضا عنك، وإن أردت حراما حلّلوه لك، والمستفيدون كثّر والمتضرّرون أكثر وأكثر وأكثر وفي طليعتهم الوطن والشعب. هرب المخلوع وبقي رموزه الأشد بأسا وفسادا رشوة وخميّس وعاشور لا في إدارة الشأن العام الاداري فقط، وإنما هنالك من يدّعي أن ثلاثتهم انخرطوا في أكثر من حزب وربما في معظم الأحزاب رافعين شعار «تهون الدّزّة وقت الحزّة» و«لا دولاب يدور بدون خميّس وعاشور».