في صعود: عياض بن عاشور عياض بن عاشور رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي برز خلال لقاء تلفزي أخير (في مواجهة الصحافة للزميل فاتح الفالحي وبحضور الزميلين صلاح عطيّة ونصر الدين بن حديد) على أفضل «هيئة وأبهى صورة ليس فقط لزيّه «الأبيض» (رمز النقاوة والصفاء) بل لعمق ما طرحه من أفكار وقراءات حول المشهدين السياسي والانتخابي وانتظارات الحياة السياسية الوطنية غداة انتخابات المجلس الوطني التأسيسي المقرّرة ليوم 23 أكتوبر القادم.على عكس ما كان يروّج عنه من ميله وانحيازه لطيف سياسي وإيديولوجي معيّن وعلى الرغم من حالة العجز شبه الكلي للهيئة التي يرأسها بعد فقدانها النصاب القانوني ، بدا عياض بن عاشور في حالة جيّدة جدا مُتعاليّا عن الحزبيّة والنظرة الضيّقة وقال كلاما فيه الكثير من الصواب والمعقوليّة وواجه الأسئلة الموجّهة إليه بوضوح وجلاء، ومن أفضل ما قاله ثقته في قدرات ونضج الأحزاب السياسية التي قال إنها في قمّة الوطنيّة – دون استثناء- وأنّها عميقة في طرحها للأفكار وفي تناول مختلف القضايا وكذلك تأكيده القاطع بأنّ هذه الأحزاب ستصل في النهاية إلى «وفاق» حول مختلف المواضيع الخلافيّة..وكلّ من استمع إلى «سي عياض»في تلك السهرة التلفزيّة إلاّ وأيقن أنّ للرجل دورا مهمّا في تقريب وجهات النظر وخاصة في «إجلاس» مختلف الفرقاء إلى بعضهم البعض. في نزول: سليم الرياحي واصل سليم الرياحي رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر «نشاطاته» السياسيّة والحزبيّة في شبه عزلة عن واقع الحياة السياسية وخاصة في شبه قطيعة مع وسائل الإعلام الوطنيّة، الرجل ما يزال يُصرّ على أنّ «السياسة هي قوّة مال وجاه» ليس إلاّ والحال أنّها وفي عرف العارفين بها هي أعمق بكثير لأنّ الأموال وعلى كثرتها وغزارتها بقدر ما تجلب الأضواء بقدر ما أنّها تؤسّس لشيء ما يُشبه تلك البالونة التي تنتفخ بقدرة قادر وبسرعة رهيبة ثمّ لمّا تنفجر تنفجر أوّلا وأخيرا على صاحبها نفسه.السيّد الرياحي استقدم خبراء من فرنسا ولبنان وكأنّ هؤلاء سيقدرون على بناء حزب سياسي بالمعنى الصحيح والثابت أو أنّهم عارفون بطبيعة المشهد السياسي والإعلامي والانتخابي التونسي والحال أنّه ربّما هم لا يبحثون إلاّ عن مصالحهم وامتيازات وهبها لهم «الرجل المعجزة».وإلى حدّ الآن لم تظهر لحزب الاتحاد الوطني الحر برامج ولا مقررات ولا اجتماعات لقياداته برغم ما يروج عنه من أخبار عن مصادر التمويل وطبيعة الانتماء والمرجعية وحقيقة استعانته بفيلق من «المقاولين السياسيين المحليين»وما إلى ذلك..فهل يعدل هذا الحزب عن فلسفته مع الشأن السياسي الوطني في مثل هذه المرحلة الدقيقة ليكون أكثر واقعية وموضوعية في نشاط سياسي عقلاني موضوعي بنّاء يؤسّس لشيء ممكن التحقّق وباستطاعته الاستمراريّة والتواصل...وربّما يكفينا لو تفضّل «السيّد الرياحي» بإجابتنا عن الكيفية التي أمكن بها لحزبه تكوين كلّ تلك القائمات الانتخابيّة وعن ما قاله الحزب عن «ثقته في قدرته على الفوز في الانتخابات القادمة؟