مثل مشروع تهيئة حي الشرفة بجندوبة أهم المشاريع التي عرفتها المدينة في السنوات الأخيرة ويتمثل المشروع الذي ناهزت كلفته 09 مليارات في تعبيد الطرقات والأنهج وتبليط الأرصفة ومد قنوات التطهير وصرف المياه المستعملة ومحطة للتطهير والصرف وضخ المياه المستعملة وتركيز الانارة العمومية وهو ما حول هذا الحي حديث المنشإ(2009) والذي يضم مايفوق 05 آلاف ساكن إلى حي راق يطيب فيه العيش . وان كانت التدخلات حصلت وتحقق معها المطلوب وتحول وضع الحي بقياس 180 درجة نحو الأفضل ووقع تجاوز كل مظاهر السوء فإنه مع نهاية الأشغال وعودة المقاولين إلى ديارهم سالمين غانمين محملين بكثير من الأموال ظهرت للعيان نقائص عدة في مقدمتها استثناء نهجين لم يشملهما التعبيد ومد قنوات صرف مياه الأمطار والمياه المستعملة رغم كونهما عامرين بالسكان ويتوسطان الحي وهوما خلق معاناة للمتساكنين قوامها الأتربة والأوحال والروائح الكريهة وغيرها من سوء الحال وهو ما جعل متساكني هذين الحيين يتساءلون في حيرة عن سر هذا الاستثناء .وبالإضافة إلى ذلك مازالت عديد الأرصفة داخل الحي وترك بقايا حضائر العمل متكدسة هنا وهناك في مشهد لا يمت للنظافة والنظام بصلة وهو ما طرح أكثر من سؤال أهمها هل انتهت أموال المشروع إلى هذا الحد فحسب ؟ أم أن عادة الخدمة المنقوصة أصبحت ظاهرة لا تغيب عن أي مشروع ؟ ودائما في إطار نقائص حي الشرفة نشير إلى أن الأهالي يعانون من غياب وسائل رفع الفضلات والحاويات وهو ما سبب تراكما لكميات من الأوساخ وجلبت أعدادا كبيرة من الناموس والذباب أقلق الجميع وحتى طريقة التخلص من هذه الفضلات بالحرق تسبب هي الأخرى مشكلا إضافيا هذا بالإضافة إلى انقطاع الإنارة العمومية التي أصبحت تحت تصرف الأطفال يفتحونها متى شاؤوا ويغلقونها متى شاؤوا كذلك في غياب أقفال تمنع الإعتداء على محطة التحكم والتوزيع المتواجدة في مدخل الحي والتي أصبحت تحت تحكم الأطفال والمراهقين وقد سببت هذه الوضعية انتشار عمليات سرقة ليلية للسيارات الخاصة والمحلات التجارية في أكثر من مرة خلفت أضرارا مختلفة لأصحابها أما النقيصة الأخرى فتتمثل في ترك المصب النهائي للمياه المستعملة بلا تغطية مما سبب انتشارا واسعا للروائح الكريهة إضافة لما قد يسببه من مخاطر السقوط بداخله للمترجلين أو أصحاب السيارات على حد السواء . وليستقيم الحال من هذه الناحية يجب إدراج الحي السكني ضمن المنطقة البلدية وتزويده بحاويات جمع الفضلات المنزلية و بالعدد الكافي وإدراج دوريات لرفع الفضلات بصفة منتظمة وتكليف حارس ليلي يراقب الفوانيس العمومية حتى لا تتلف وكذلك بمراقبة محطة التحكم الكهربائي وتزويدها بأقفال تحد من عبث العابثين الذين يلازمون جدران المحطة مع مساء كل يوم والى وقت متأخر من الليل .هذا طبعا بالإضافة إلى إتمام الأشغال المتعلقة بالحيين وتعبيد الطريق بهما ومد قنوات التطهير والصرف وربط الحي عامة بشبكة الاتصالات ليتسنى للمتساكنين تثبيت هواتف قارة وبعث مشاريع صغيرة ومحلات للأنترنيت . وهي كلها تدخلات تكمل الصورة الجميلة وتقود لما كان مفروضا أن يكون منذ البداية وحسب مكونات المشروع لأنه بهذه الطريقة شتان مابين المبلغ المرصود والواقع الموجود .