حذرت صحيفة «واشنطن تايمز» أمس من احتمال تناحر فصائل المعارضة في ليبيا مشيرة الى أن مصطفى عبد الجليل، الذي وصفته بالزعيم المؤقت، يواجه انقساما متعاظما بين العلمانيين و»المسلمين المعتدلين» من جانب، و«المتطرفين الإسلاميين» من جانب آخر. وعقدت الصحيفة المعروفة بميولاتها اليمينية المتطرفة مقارنة بين رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل وقائد الثوار العسكري عبد الحكيم بلحاج وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة ترغب في أن تكون الغلبة لعبد الجليل وليس لبلحاج، الذي وصفته بأنه من المجاهدين المخضرمين الذين قاتلوا ضد السوفيات في أفغانستان، وعضو سابق في حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وأضافت أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي أي» كانت قد اختطفت بلحاج من ماليزيا عام 2004، واحتجزته مدة أسبوعين في أحد المعتقلات السرية في تايلندا، قبل أن تسلمه لنظام القذافي لاستجوابه ومن ثم تعذيبه. غير أن بلحاج يقول إنه لم تعد له علاقات بتنظيم القاعدة، لكن الصحيفة الأمريكية تصفه بأنه «متطرف من تلقاء نفسه بغض النظر عن مدى قربه من أصدقائه السابقين». ورأت «واشنطن تايمز» أن الإسلاميين ميالون لخداع من تقول إنهم «غربيون سُذج»، بأن يُسمعوهم ما يتوق هؤلاء لسماعه. وقالت «لم تكن الفصائل الإسلامية الليبية لتنظم وتحشد وتقيم الصلوات وتدعو لسقوط العقيد القذافي وتنتهي بأن تطوي خيامها وتنسرب بعيدا تحت جنح الظلام. ولن تقنع تلك الفصائل بدور الناصحين الروحيين، وهو الدور نفسه الذي انتهجه آية الله الخميني لإفساد الثورة الإيرانية». وخلصت الصحيفة إلى القول بأن الإسلاميين في ليبيا الجديدة سيعملون على الخروج من الأوضاع الراهنة بمكاسب، وسيكون الأمر بالنسبة لهم من السهولة بمكان إذا لم يجدوا من ينافسهم وترى الصحيفة أن الولاياتالمتحدة «لن تنعم بالبقاء على الحياد في الصراع المتعاظم بين الفصائل الليبية بعد أن أنفقت هي وحلفاؤها مليارات الدولارات في دعم الثوار، ستخسرها كلها لو وقفت موقف المتفرج بينما يتحكم المتطرفون بزمام الأمور» على حد تعبيرها. وختمت بالقول إن على واشنطن أن تستخدم الأصول المجمدة التي تركها نظام القذافي، والبالغة 30 مليار دولار، في العمل على إقامة حكومة دائمة تحظى بالقبول في طرابلس، مشيرة إلى أنه حان الوقت لاتخاذ موقف من شأنه أن يُفضي إلى تشجيع وحماية الحركات السياسية الوليدة الموالية للغرب في ليبيا.