استمرّ الوضع الميداني متوتّرا في سوريا رغم المحاولات الداخلية والخارجية الرامية الى حلحلة الأزمة على الصعيد السياسي وسط مؤشرات توحي بأن الوضع قد يشهد مزيدا من الاحتدام.. في قادم الأيام. أفاد ناشطون سوريون أن دبابات الأمن السوري اقتحمت الكسوة في ريف دمشق فجر أمس وحاصرتها بالكامل. وأضاف الناشطون أن نحو 30 دبابة و60 حافلة اقتحمت المدينة وأن هناك انتشارا أمنيا كبيرا عند مداخل المدينة وسط تخوّف الناشطين من أن يكون ذلك تمهيدا لعملية أمنية كبيرة. وكان 13 سوريا قد قتلوا أول أمس برصاص قوات الأمن و«الشبّيحة» في حمّص ودرعا وحماة واللاّذقية في حين تواصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام. تحرّك وعلى صعيد تحرّك المعارضة السورية أعلن عبد الرزاق عيد رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق أن مجلسا جديدا من قوى المعارضة الداخلية في سوريا سيولد خلال أيام قليلة مشيرا الى أنه ليس صناعة تركية أو قطرية على حدّ قوله. وتحت عنوان «الأحداث على حقيقتها ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «أن أربعة من عناصر قوات حفظ النظام قتلوا وجرح 18 آخرون في كمين مسلح نصبته لهم مجموعة إرهابية مسلحة مساء الأحد الماضي أثناء عودتهم الى وحدتهم بالقرب من مفرق الضاهرية ب«حماة»..». ومن جهة أخرى رفض السفير السوري لدى الأممالمتحدة في جنيف فيصل الحموي تصريحات كانغ ونتائج التقرير الأولي للأمم المتحدة الذي أعدّه محقّقو المنظمة الدولية حول حصيلة الضحايا التي أعلنتها الأممالمتحدة والبالغة 2700 شخص. وقال «إن هناك عصابات كثيرة في سوريا تريد إثارة الفتنة ومهاجمة المدنيين الأبرياء وتدمير مراكز الشرطة وقتل عدد من أفراد الشرطة». «حل سوري» في هذه الأثناء التقى وفد المجلس الاتحادي الروسي برئاسة نائب رئيس المجلس إلياس أوماخانوف وفدا من المعارضة السورية في دمشق.. وأشار الى أن المعارضة السورية غير موحّدة مشدّدا على وجوب أن يكون حلّ الأزمة في البلاد بأياد سورية. وقال نائب رئيس اللجنة القضائية والقانونية في مجلس الشيوخ الروسي ميخائيل كابورة ان الهدف من زيارته الى سوريا الاطلاع على أكبر قدر ممكن من المعلومات والحقائق حول طبيعة الأوضاع في سوريا وبناء على ذلك سوف يتمّ تحديد الموقف الروسي في المرحلة المقبلة. وفي سياق متصل حاولت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أول أمس إقناع نظيرها الروسي سيرغي لافروف بأن قرارا في الأممالمتحدة سيكون ضروريا لمواجهة القمع في سوريا. وقال ديبلوماسي أمريكي ان كلينتون دعته الى التفكير بدقة في الدور الذي يمكن أن يلعبه مجلس الأمن في الوقت الذي تقتل فيه الحكومة السورية شعبها وتسجن ظلما آلاف الأشخاص»، على حدّ قوله.