عندما سئل نجم الكرة العربية محمد أبو تريكة عن سبب تعاطفه مع شيوخ ونساء وأطفال غزة المحاصرين خلف سياج الظلم والفقر والقهر قال: «أحاول أن أشاركهم بما أستطيع أن أقدمه فنبينا الكريم ے يقول: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم». جاء هذا الموقف النبيل الصادر عن اللاعب الذي صنفه الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء كأحد أكثر اللاعبين حبّا لدى جماهير كرة القدم، ليؤكد أن الاضطرابات والتجاذبات التي يعيش على وقعها العالم العربي والإسلامي لن تحول اهتمام المواطن العربي الأصيل عن قضيته الأولى: فلسطين التي اغتصبها «الدخلاء» وحولوا مزارعها المترعة بالثمار إلى دمار مدعين أنها «أرض الأجداد والميعاد» ولأن مساهماتهم في الحضارة الإنسانية بشهادة العارفين بالتاريخ كانت صفرا فقد كان على الدول الغربية أن تساندهم على ارتكاب أبشع الجرائم على الأراضي التي جمعت «شتاتهم» الذي كان متناثرا في كل مكان من العالم ولم تكن الرياضة الفلسطينية بمنأى عن أعمال التخريب والتضييق. «الشروق» ارتأت أن تحاور اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية وذلك ليس من منطلق رصد الوضع الحالي للرياضة الفلسطينية التي تأمل في أن تسترجع حقوقها في أن تسترجع حقوقها في أن تستأثر باهتمامات الفلسطينيين كما هو الحال بالنسبة إلى الشأن السياسي ولكن أردنا أن نتعرف من خلاله أيضا على نبض الشارع الفلسطيني الذي يعيش اليوم لخطة تاريخية مهمة بما أن السلطة الفلسطينية ستقدم مطلب الاعتراف بالعضوية الكاملة للدولة الفلسطينية. المحتل تنكر لجميع حقوقنا قد لا يحتاج جبريل الرجوب إلى ديباجة لتقديمه فالرجل قضى 17 عاما في السجون الإسرائيلية وذلك بتهمة إلقاء قنبلة يدوية على سيارة عسكرية إسرائيلية وهو ما يجعله الشخص الأنسب للحديث عن الجانبين السياسي والرياضي بفلسطين حيث أكد لنا في المكالمة الهاتفية التي جمعتنا به أمس الأول ما يلي: «أريد أن أؤكد في البداية أنني كنت من القائلين بأن الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يكمن في إقامة دولتين منفصلتين لذلك أعتبر أن المبادرة الفلسطينية التي تطالب بالإعلان عن دولتنا تعتبر حدثا تاريخيا خاصة بعد أن ظل المحتل متنكرا لجميع حقوقنا وفشلنا في وضع حد لهذا الصراع من بوابة المفاوضات». الرياضة وسيلتنا للصمود في وجه الإسرائيليين بعيدا عن الشأن السياسي تحدث اللواء الرجوب عن الرياضة الفلسطينية قائلا: «أعتقد شخصيا أن الرياضة تعتبر من أبرز الرسائل المتاحة للدفاع عن القضية الفلسطينية حيث أثبتنا للجميع قدرة بلادنا على كسر الحصار حيث سيستقبل منتخبنا الوطني لكرة القدم نظيره الجنوب إفريقي ومن المنتظر أن تجرى هذه المباراة يوم 11 أكتوبر القادم كما أننا سننظم دورة رياضية بمشاركة منتخبنا الوطني للسيدات وبحضور منتخبي اليابان (بطلات العالم) والأردن وهي مناسبة لكي نوجه عبر جريدتكم الدعوة للمنتخب الوطني التونسي للقدوم إلى فلسطين والمشاركة في هذه الدورة وذلك يوم 18 أكتوبر القادم وبما أننا نتحدث عن تونس فإنني أؤكد أن تجربة تعاقدنا مع المدرب مختار التليلي كانت متميزة مع العلم أن الاتفاق معه للإشراف على حظوظ المنتخب الفلسطيني الأولمبي جاء من منطلق ما يتمتع به هذا الفني من كفاءة وليس لاعتبارات أخرى وأظن أن الرياضة أصبحت متقدمة في عدة دول عربية على غرار تونس ومصر والكويت وأتمنى شخصيا أن تقدم الاتحادات العربية الغنية علي مساعدة الاتحادات التي تواجه عدة صعوبات مالية فالرياضة الفلسطينية مثلا تفتقد إلى بنية تحتية محترمة حتى نتمكن من الارتقاء بها إلى المكانة المطلوبة ومع ذلك أؤكد أننا اتخذنا من الرياضة أداة للتعبير عن صمود شعبنا الأبي بل إننا سنسعى إلى صناعة الأمجاد لوطننا من بوابة الرياضة». (نتوجه بشكر خاص إلى السيد إحسان الذي رتب لنا هذا الحوار مع اللواء جبريل الرجوب)!