تمسح واحات الحامة من ولاية قابس حوالي 2000 هكتار وهي تعاني من الإهمال الشديد بسبب الشح في مياه الري رغم ما تتميز به من غزارة المياه المعدنية الحارة... كما تتعرض الواحة الى هجوم شرس من حين إلى آخر للخنزير الوحشي الذي أثار الهلع والرعب في نفوس المواطنين فضلا عن إتلافه للأشجار المثمرة بهذه الواحات التي تعاني كذلك بسبب الانفلات الأمني لهجوم من فيالق الباحثين عن اللاقمي الذين يعتدون على أشجار النخيل المثمرة وتحويلها إلى مواد مسكرة دون إذن . الحكومة من ناحيتها حاولت في مناسبات عدة إيجاد حل وقتي لمسألة شح المياه الخاص بري الأشجار من خلال بعث الجمعيات المائية التي من مهامها توزيع حصص الري على مختلف المقاسم المكونة لواحة الحامة لكنّ ذلك غير كاف لحل المشكل حيث اشتكى عديد الفلاحين من النقص الكبير لمياه الري التي تضخها الجمعية المائية من البئر المخصصة للري والتي لا تتعدى سرعتها 150 لتر في الثانية وهي الكمية التي تقوم الجمعية المائية بضخها وتوزيعها على حوالي 1000 فلاح بواحة الصمباط ثم انخفضت هذه الكمية لتصل إلى 125 لتر فقط بعد تحويل الفارق من المياه إلى واحة جرودر دون إعلام مسبق أو استشارة الفلاحين .. علما وأن كل فلاح يدفع للجمعية مبلغ ثلاثة دنانير ( 3 دينار ) مقابل ساعة واحدة من الري وذلك بمعدل مرتين في الشهر لا أكثر. وفي نفس الإطار وعدت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بقابس فلاحي الحامة بالترفيع في كميات ضخ مياه الري لإحياء هذه الواحات وحمايتها من الاندثار بسبب شح المياه ولكن شيء من ذلك لم يتغير على الميدان إذ أفادت بعض المصادر أن ملف مياه الري الخاص بواحات الحامة هو الآن بصدد الدراسة بوزارة الفلاحة , نتمنى أن لا يطول هذا الانتظار كثيرا لأن في ذلك إهدار حقيقي لثروة وطنية هامة تُعَدّ رافد أساسيا من روافد الاقتصاد الوطني في تونس.