توزر (تونس) 21 مارس 2010 (وات)- ساهمت الإستراتيجية الجهوية للاقتصاد في مياه الري بولاية توزر بالجنوب الغربي للبلاد التونسية في تجهيز نحو 7060 هك من الواحات بتقنيات الاقتصاد في مياه الري بما يعادل 87 بالمائة من المساحة الجملية للواحات بهذه الجهة. وتم رصد اعتماد قيمته 67 مليون دينار لتنفيذ هذه الاستراتيجية التي مكنت من تعصير شبكات الري بكامل الواحات من خلال تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الاقتصاد في مياه الري باحدى عشرة واحة بكلفة 24 مليون دينار. وينتظر أن ينطلق موفى سنة 2010 انجاز المرحلة الثانية من المشروع للتدخل فى اربعة عشر واحة بمعتمديات توزر ونفطة وحزوة باستثمارات قيمتها 24 مليون دينار. وتتركز أهداف الاستراتيجية الجهوية للاقتصاد في مياه الري منذ انطلاق تنفيذها سنة 1995 على تطوير نسبة التحكم في ضياع المياه من 20 الى 30 بالمائة من خلال تركيز شبكات ومعدات مقتصدة للمياه واستصلاح الواحات. وتم في هذا الاطار اعتماد تقنيات حديثة تساهم في احكام التصرف في الموارد المائية من خلال احداث السواقي الاسمنتية والقنوات البلاستيكية لتعوض القنوات الترابية وتقنية الري الموضعي خصوصا بالبيوت المحمية. وقد تعززت هذه الاستراتيجية بجهود المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية في مجال صيانة التجهيزات المائية بصفة دورية (محطات الضخ ومحركات الآبار العميقة) أو تعهد شبكات صرف مياه النز وتجديد شبكات الري داخل الواحات لتلافي ضياع مياه بالشبكة. ويبلغ طول شبكات الري بواحات توزر 660 كلم. كما تقوم المجامع المائية البالغ عددها 82 مجمعا بدور هام في صيانة التجهيزات وتحسيس الفلاحين باهمية حسن التصرف في المياه وترشيد استغلالها. وقد أدى ربح كميات كبيرة من المياه المتوفرة بواحات توزر الى اقبال الفلاحين على تنويع الزراعات من أشجار مثمرة وخضروات وتطور المساحات المغروسة وكمية الانتاج. وارتفعت بذلك المساحة المخصصة للخضروات الى 800 هك والى 600 هك بالنسبة الى الأعلاف السقوية مما ساهم في تحسين دخل الفلاح وتحسين المردودية على مستوى الدورة المائية الى سبعة أيام فقط والتقليص من مياه النز. واتجهت الجهود ايضا الى تثمين مياه النز حتى لا تتحول الى اشكال بيئي يهدد الواحات من خلال ضخها خارج الواحة واستغلالها لخلق فضاء غابي يتكون من أشجار غابية على مساحة 130 هك محيطة بواحة شمسة. ويشار الى أنه رغم شح الأمطار وندرة مياه السيلان تتوفر ولاية توزر على موارد مائية هامة تقدر ب234 مليون متر مكعب. وتمثل المائدة العميقة الجزء الأكبر منها والمقدرة ب174 مليون متر مكعب يتم حاليا استغلال نحو 143 مليون متر مكعب منها. وتتميز المناطق الغربية من الولاية بموارد مائية هامة موءهلة للاستغلال الفلاحي في السنوات القادمة فيما تتمتع المناطق الشمالية من الولاية بوفرة مياه المائدة السطحية المتأتية من العيون الطبيعية ومياه السيلان والسدود. ونجحت الجهة بذلك في تعبئة 72 بالمائة من الموارد المائية و84 بالمائة من مياه المائدات العميقة.