شيع أمس جثمان المناضل النقابي والسياسي محمد الطاهر قرقورة، وشهد الموكب حضور العديد من الوجوه السياسية والثقافية البارزة من مختلف التيارات الفكرية والسياسية وقد ألقى الأستاذ البشير الصيد كلمة لتأبين الفقيد كان لها أثر كبير في جل الحاضرين. وحضر موكب الدفن ممثلو العديد من القوى السياسية ومن ضمنهم القوميون في مقدمتهم الاستاذ البشير الصيد والحزب الاشتراكي اليساري في شخص أمينه العام السيد محمد الكيلاني والعديد من مناضليه وحزب تونس الخضراء في شخص رئيسه السيد عبد القادر الزيتوني وحزب الطليعة العربي الديمقراطي في شخص رئيسه السيد اخيار الدين الصوابني والوطنيين الديمقراطيين وحزب الوحدة الشعبية وممثلين عن القطب الحداثي وعن التآلف الجمهوري وعن الجبهة الشعبية الديمقراطية. كما حضرت عدة شخصيات مستقلة أبرزها السيد محسن مرزوق اضافة الى العديد من النقابيين من بينهم السيد الحبيب بسباس (الأمين العام السابق لاتحاد عمال المغرب العربي) ورشيد النجار وعلي الضاوي عضو المكتب التنفيذي لاتحاد عمال تونس الى جانب عدد كبير من الصحفيين وحضر الاستاذ شوقي الطبيب عن الهيئة الوطنية للمحامين، ولعل تنوع الاتجاهات الفكرية والسياسية للحاضرين والأثر الذي تركه فيهم موت المناضل الطاهر ڤرڤورة يبين كم كان محبوبا لدى الجميع رغم الصراعات التي خاضوها معا وضد بعضهم على الصعيدين السياسي والنقابي. وألقى الأستاذ البشير الصيد كلمة خلال تأبين الفقيد جاء فيها ما يلي: «أيها الصديق الكبير ان فقدناك اليوم فإننا فقدنا رمزا قويا مناضلا في الساحة الوطنية والديمقراطية، أخي الطاهر أنت صديقي وأنا صديقك وقد ناضلنا مع بعضنا لأنك كنت دائما تجادل وتحاور وتحترم حتى الذين يخالفونك في الرأي والذين يخالفونك في المنهج لقد ناضلنا كثيرا مع بعضنا ولقد وقفت معي في أحلك الظروف وإني أسجل هذا بكل فخر واعتزاز... الأخ المناضل الطاهر ڤرڤورة هو من المناضلين الذين نعتز بهم جميعا والذين بفقده قد فقدنا رمزا على المستوى الديمقراطي والحقوقي والحرياتي والوطني... أيها الأخ الكريم إنك قد ناضلت بشرف بأخلاقك الدمثة وبمستواك الرفيع وبقدرتك على النضال.. لقد كنت محاورا كفءا ومناضلا أكفأ ومجاهدا بطبيعة الحال وكنت صديقا للجميع وإني بهذه المناسبة أحييك وأحيي روحك وأحيي كل الاخوة والأخوات وكل الرفاق وكل الوطنيين والديمقراطيين والتقدميين وأتقدم اليهم بالعزاء الحار أيها الاخ الكريم أيها الحضور إن كنا اليوم نبكي على محمد الطاهر ڤرڤورة فعلينا ان نتمسك بالمبادئ التي ناضل من أجلها ولا حول ولا قوة الا بالله وإني بهذه المناسبة أجدد التعازي لعائلته ولزوجته الزميلة الأستاذة عفاف والى كل المناضلين والمناضلات والى كل الحضور وإن تبقى لدي مرارة لأن الطاهر ڤرڤورة كان محاميا دون ان يحمل صفة محام وقد كدّ وجدّ وتحصل أخيرا على شهادة المحاماة لكن حكم الله فوق الجميع لذلك تبقى هذه الامنية التي تمناها وناضل من أجلها حسرة في قلوب الجميع وأكرر تعازي للجميع».