قبل ايام من انتهاء فترة الراحة البيولوجية طفت على السطح بعض الخلافات بين بحارة الصيد الساحلي وبحارة «الكركارة» لتضارب المصالح بينهم وادت الى مصادمات واتلاف لشباك هذا الجانب وذاك مع تخوف من تكرارها بأكثر حدة. تشير المعطيات الاولية للواقعة التي جدت الاحد الفارط بالزارات الى تعرض شباك احد بحارة الصيد الساحلي الى الاتلاف من طرف مركب «كركارة» كان يصطاد في اعماق قصيرة تصل الى اقل من 10 امتار وقدرت قيمة خسارته بحوالي 6 آلاف دينار وكان رد فعل بحارة الصيد الساحلي ان قاموا بحرق 3 قطع من شباك صيادة «الكركارة» والقاء رابعة في عرض البحر قبل ان يدخل الطرفان في مصادمات وتشابك بالايدي انفض دون اضرار بدنية أو مادية. واحتجاجا على تضرر بحارة الصيد الساحلي من الصيد العشوائي ب»الكركارة» رغم تحجيره قانونيا فقد قاموا بوقفة جماعية مطالبين بحجز منتوجات بحارة «الكركارة» في الميناء باعتبار انها اسماك قاعية جاءت الراحة البيولوجية لاعطائها فرصة النمو والتكاثر. وتمثل الراحة البيولوجية متنفسا مزدوجا للكائنات البحرية (نباتية كانت أو حيوانية) من ناحية ولبحارة الصيد الساحلي من ناحية ثانية وكلاهما متضرر من الصيد العشوائي الجائر والصيد المحجر والتلوث وتتعلق الراحة البيولوجية بالاسماك القاعية التي يتم اصطيادها ب«جرات» الشباك أو ما يصطلح على تسميته «بالكركارة» واغلبها تتركز بموانئ صفاقس والمهدية وجرجيس وقد سعى القانون من خلال تحجير هذا النوع من الجر الى تمكين منطقة الخليج من راحة بيولوجية لتسترجع توازناتها بتمكين الأسماك من فترة نمو أطول تدوم 3 اشهر (جويلية وأوت وسبتمبر) على امل ان تحقق الاسماك بعد هذه الفترة نموا اضافيا ووزنا اكبر وتتكاثر مختلف الانواع خلال هذه الفترة وهو ما يعود على البحار نفسه بالفائدة رغم تواصل الصيد الساحلي خاصة صيد السمك الأزرق (السردينة والشورو والسكمبري واللاطشة والبوقا).